قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما أخبر الله تعالى به من أنه لم يأت العرب كتاب أو يرسل إليهم رسولا .
قال الله سبحانه وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ
قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) } . [ سورة السجدة ].
وقال الله سبحانه وتعالى :
{ وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44) وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا
مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45) } . [ سورة سبأ ].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره :
وقوله: { وَهَذَا كِتَابٌ } يعني: القرآن { أَنزلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى } يعني:
مكة { وَمَنْ حَوْلَهَا } من أحياء العرب، ومن سائر طوائف بني آدم من عرب وعجم، كما قال في الآية
الأخرى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } [الأعراف: 158]، وقال { لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ }
[الأنعام: 19]، وقال { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ } [هود: 17]، وقال { تَبَارَكَ الَّذِي نزلَ
الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } [الفرقان: 1]، وقال { وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ
أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } [ آل عمران: 20 ]،
وثبت في الصحيحين أن رسول الله r قال: "أعْطِيتُ خمسًا لم يُعْطَهُنّ أحد من الأنبياء قبلي" وذكر منهن:
"وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس عامة" ؛ ولهذا قال: { وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ }
أي: كل من آمن بالله واليوم الآخر آمن بهذا الكتاب المبارك الذي أنزلناه إليك يا محمد، وهو القرآن،
{ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } أي: يقومون بما افترض عليهم، من أداء الصلوات في أوقاتها.
( تفسير الحافظ ابن كثير )