قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في فضل التمر البرني على غيره من التمور.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
وَأَمَّا التَّمْرُ الصيحاني فَلَا فَضِيلَةَ فِيهِ بَلْ غَيْرُهُ مِنْ التَّمْرِ : الْبَرْنِيُّ وَالْعَجْوَةُ خَيْرٌ مِنْهُ وَالْأَحَادِيثُ إنَّمَا جَاءَتْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحِ { مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سَمٌّ وَلَا سِحْرٌ } . وَلَمْ يَجِئْ عَنْهُ فِي الصيحاني شَيْءٌ .
(مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 6 / ص 147)
قال أخبرنا أبوبكر الفارسي أنا أبو إسحاق الأصبهاني ثنا أبو أحمد بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل قال قال لي أبو عبد الرحمن أنا أبو معمر وعبد الله بن عمرو حدثني عبد الله بن الموطأ الرقاشي حدثني عقبة بن عبد الله الرفاعي عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي r قال : خيرتمركم البرني يذهب الداء ولا داء فيه . ( شعب الإيمان ) .
وقال الأمام أحمد رحمه الله تعالى :
بقية حديث وفد عبد القيس رضي الله تعالى عنهم .
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس بن محمد قال: حدثني يحيى بن عبد الرحمن العصري ثنا شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدمنا على رسول الله r فاشتد فرحهم بنا، فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا فرحب بنا النبيّ r ودعا لنا ثم نظر إلينا فقال: «مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ» فأشرنا بأجمعنا إلى المنذر بن عائذ فقال النبيّ r: «أَهٰذَا الأشَجّ» وكان أوّل يوم وضع عليه هذا الاسم بضربة لوجهه بحافر حمار قلنا: نعم يا رسول الله فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم متاعهم ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر، ولبس من صالح ثيابه، ثم أقبل إلى النبيّ r وقد بسط النبيّ r رجله واتكأ فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له، وقالوا: ههنا يا أشج فقال النبيّ r واستوى قاعداً وقبض رجله: «هٰهُنا يَا أَشَجُّ» فقعد عن يمين النبيّ r فرحب به وألطفه وسأله عن بلاده وسمى له قرية الصفا والمشقر وغير ذلك من قرى هجر فقال: بأبي وأمي يا رسول الله لأنت أعلم بأسماء قرانا منا فقال: «إِنِّي قَدْ وَطِئْتُ بِلاَدَكُمْ، وَفُسِحَ لِي فِيهَا» قال: ثم أقبل على الأنصار فقال: «يَا مَعْشَرَ أَلانْصَارِ أَكْرِمُوا إِخْوَانَكُمْ فَانَّهُمْ أَشْبَاهُكُمْ فِي الإسْلاَمِ. أَشبَهُ شَيْئاً بِكُمْ أَشْعاراً وَأَبْشاراً أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ وَلاَ مَوْتُورِينَ إِذْ أَبى قَوْمٌ أَنْ يُسْلِمُوا حَتَّى قُتِلُوا» قال: فلما أن أصبحوا قال: «كَيْفَ رَأَيْتُمْ كَرَامَةَ أخْوَانِكُمْ لَكُمْ وَضِيَافَتَهُمْ إِيَّاكُمْ» قالو: خير إخوان ألانوا فراشنا وأطابوا مطعمنا وباتوا وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا r فأعجبت النبيّ r وفرح بها ثم أقبل علينا رجلاً رجلاً فعرضنا عليه ما تعلمنا، وعلمنا فمنا من علم التحيات، وأم الكتاب والسورة والسورتين والسنن، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: «هَلْ مَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُم شَيْءٌ»؟ ففرح القوم بذلك وابتدروا رحالهم، فأقبل كل رجل منهم معه صرة من تمر فوضعوها على نطع بين يديه، فأومأ بجريدة في يده كان يختصر بها فوق الذراع ودون الذراعين فقال: «أَتُّسَمُوَنَ هَذَا التّعُضُوضَ»؟ قلنا: نعم ثم أومأ إلى صرة أخرى فقال: «أَتُسَمُوَنَ هَذَا الصّرْفَانَ»؟ قلنا: نعم ثم أومأ إلى صرة فقال: «أَتسَمُوَن هَذَا البَرني»؟ قلنا: نعم فقال رسول الله r: « أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعهُ لَكُمْ» قال: فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه حتى صار معظم نخلنا وتمرنا البرني فقال الأشج: يا رسول الله إن أرضنا ثقيلة وخمة، وإنا إذا لم نشرب هذه الأشربة هيجت ألواننا وعظمت بطوننا فقال رسول الله r: «لاَ تَشْرَبُوا فِي الدِّبَاءِ وَالحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ، وَلْيَشْرَبْ أَحَدُكُمْ فِي سِقَاءٍ يُلاثُ علَى فِيهِ» فقال له الأشج: بأبي وأمي يا رسول الله رخص لنا في مثل هذه وأومأ، بكفيه فقال: «يَا أَشَجُّ إِنِّي إِنْ رَخَّصْتُ لَكَ فِي مِثْلِ هٰذِهِ» وقال بكفيه هكذا: «شَرِبْتَهُ فِي مِثْلِ هٰذِهِ» وفرج يديه وبسطها «يَعْنِي أَعْظَمَ مِنْهَا حَتَّى إِذَا ثَمِلَ أَحَدُكُمْ مِنْ شَرَابِهِ قَامَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ فَهَزَّرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ» وكان في الوفد رجل من بني عضل يقال له: الحارث قد هزرت ساقه في شراب لهم في بيت تمثله من الشعر في امرأة منهم، فقام بعض أهل ذلك البيت فهزر ساقه بالسيف فقال الحارث: لما سمعتها من رسول الله r جعلت أسدل ثوبي فأغطي الضربة بساقي وقد أبداها الله تبارك وتعالى . ( مسند أحمد ) .
قال الهيثمي رحمه الله تعالى :
رواه أحمد ورجاله ثقات . ( مجمع الزوائد ) .
قال علاء الدين البرهان فوري رحمه الله تعالى :
عن علي رضي الله تعالى عنه قال : جاء جبريل إلى النبي r فقال : يا محمد خير تمراتكم البرني .
( البرني : نوع من أجود التمر) . (المصباح المنير؛ أبو نعيم ) .
إن أرضكم رفعت لي منذ قعدتم إلي فنظرت من أدناها إلى أقصاها فخير تمراتكم البرني يذهب الداء ولا داء فيه . ( ك وتعقب - عن أنس )
خير تمركم البرني يذهب الداء ولا داء فيه .
( عد - عن علي ك - عن أبي سعيد عق - عن أنس خ في تاريخه والروياني عد هب ص - عن بريدة وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فأخطأ ).
( كنز العمال ) .
قال حدثنا عبد الواحد بن غياث (الصيرفي) قال، حدثنا حويل الصفار قال، حدثنا النعمان بن خبران الشيباني، عن صهباء بنت خليد العصري عن بعض وفد عبد القيس قال : وفدنا على رسول الله r ، وأهدينا له أنواعا من التمر، فجعل يقلب البرني فقال " هذا من أمثل تمركم فيه البركة. ( تاريخ المدينة ).
قال عبد الله بن السكن الرقاشى قال أبو عبد الرحمن ، حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو حدثنى عبد الله بن السكن الرقاشى : حدثنى عقبة بن عبد الله الرقاشى عن ابن بريدة عن أبيه قال النبي r : خير تمركم البرنى. ( التاريخ الكبير ).
قال حدثنا الزبير قال، وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال، حدثني أبي قال: كان حكيم بن حزام لا يأكل طعاماً وحده، إذا أتى بطعامه قدرهن فإن كان يكفي اثنين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك قال: ادع لي من أيتام قريش واحداً أو اثنين، على قدر طعامه. فكان له إنسان يخدمه، فضجر عليه يوماً، فدخل المسجد الحرام، فجعل يقول للناس: ارتفعوا إلى أبي خالد. فتقوض الناس عليه، فقال: مال الناس؟ قال فقيل: دعاهم عليك فلان. فصاح بغلمانه: هاتوا ذلك التمر. فألقيت بينهم جلال البرني، فلما أكلوا قال بعضهم: إدام يا أبا خالد. قال: إدامها فيها.
([جمهرة نسب قريش وأخبارها ] , (تاريخ دمشق).
والأَدَمُ، مُحرَّكةً: القَبْرُ، والتَّمْرُ البَرنِيُّ ،
( القاموس المحيط - (ج 3 / ص 187)