قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في صفات مناسك الحج .
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى :
بَاب التَّمَتُّعِ وَالْإِقْرَانِ وَالْإِفْرَادِ بِالْحَجِّ وَفَسْخِ الْحَجِّ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى :
قَوْله : ( بَاب التَّمَتُّع وَالْقِرَان وَالْإِفْرَاد بِالْحَجِّ وَفَسْخ الْحَجّ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْي )
أَمَّا التَّمَتُّع فَالْمَعْرُوف أَنَّهُ الِاعْتِمَار فِي أَشْهُر الْحَجّ ثُمَّ التَّحَلُّل مِنْ تِلْكَ الْعُمْرَة وَالْإِهْلَال بِالْحَجِّ فِي تِلْكَ
السَّنَة قَالَ اللَّه تَعَالَى ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجّ فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْي )
وَيُطْلَق التَّمَتُّع فِي عُرْف السَّلَف عَلَى الْقِرَان أَيْضًا ،
قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : لَا خِلَاف بَيْنَ الْعُلَمَاء أَنَّ التَّمَتُّع الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى
( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجّ ) أَنَّهُ الِاعْتِمَار فِي أَشْهُر الْحَجّ قَبْلَ الْحَجّ ،
قَالَ : وَمِنْ التَّمَتُّع أَيْضًا الْقِرَان لِأَنَّهُ تَمَتَّعَ بِسُقُوطِ سَفَر لِلنُّسُكِ الْآخَر مِنْ بَلَده ،
وَمِنْ التَّمَتُّع فَسْخ الْحَجّ أَيْضًا إِلَى الْعُمْرَة اِنْتَهَى .
وَأَمَّا الْقِرَان فَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي ذَرٍّ " الْإِقْرَان " بِالْأَلِفِ وَهُوَ خَطَأ مِنْ حَيْثُ اللُّغَة كَمَا قَالَهُ عِيَاض وَغَيْره ،
وَصُورَته الْإِهْلَال بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَة مَعًا ، وَهَذَا لَا خِلَاف فِي جَوَازه .
أَوْ الْإِهْلَال بِالْعُمْرَةِ ثُمَّ يَدْخُل عَلَيْهَا الْحَجّ أَوْ عَكَسَهُ وَهَذَا مُخْتَلَف فِيهِ .
وَأَمَّا الْإِفْرَاد فَالْإِهْلَال بِالْحَجِّ وَحْده فِي أَشْهُره عِنْدَ الْجَمِيع وَفِي غَيْر أَشْهُره أَيْضًا عِنْدَ مَنْ يُجِيزهُ ،
وَالِاعْتِمَار بَعْدَ الْفَرَاغ مِنْ أَعْمَال الْحَجّ لِمَنْ شَاءَ .
وَأَمَّا فَسْخ الْحَجّ فَالْإِحْرَام بِالْحَجِّ ثُمَّ يَتَحَلَّل مِنْهُ بِعَمَلِ عُمْرَة فَيَصِير مُتَمَتِّعًا وَفِي جَوَازه اِخْتِلَاف آخَر ،
وَظَاهِر تَصَرُّف الْمُصَنِّف إِجَازَته ، فَإِنَّ تَقْدِير التَّرْجَمَة بَاب مَشْرُوعِيَّة التَّمَتُّع إِلَخْ ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون
التَّقْدِير بَاب حُكْم التَّمَتُّع إِلَخْ فَلَا يَكُون فِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّهُ يُجِيزهُ .
( انتهى ما قاله ونقله عن أهل العلم رحمهم الله تعالى جميعا ) .
( فتح الباري في شرح صحيح الإمام البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني ) .