قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في جزاء الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريمه مطلقا .
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى :
باب إثم من كذب على النبي r .
حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة قال أخبرني منصور قال سمعت ربعي بن حراش يقول : سمعت عليا يقول : قال النبي r : ( لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار ) .
( صحيح البخاري , صحيح مسلم ).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى :
قوله باب إثم من كذب على النبي r ليس في الأحاديث التي في الباب لبعض بالإثم وإنما هو مستفاد من الوعيد بالنار على ذلك لأنه لازمه , قوله سمعت عليا هو ابن أبي طالب t , قوله لا تكذبوا على هو عام في كل كاذب مطلق في كل نوع من الكذب ومعناه لاتنسبوا الكذب إلى ولا مفهوم لقوله على لأنه لا يتصور أن يكذب له لنهيه عن مطلق الكذب وقد اغتر قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث في الترغيب والترهيب وقالوا نحن لم نكذب عليه بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته وما دروا أن تقويله r ما لم يقل يقتضي الكذب على الله تعالى لأنه إثبات حكم من الأحكام الشرعية سواء كان في
الإيجاب أو الندب وكذا مقابلهما وهو الحرام والمكروه ولا يعتد بمن
يخالف ذلك من الكراميه حيث جوزوا وضع الكذب في الترغيب والترهيب في تثبيت ما ورد في القرآن والسنة واحتج بان كذب له لا عليه وهو جهل باللغة العربية وتمسك بعضهم بما ورد في بعض طرق الحديث من زيادة لم تثبت وهي ما أخرجه البزار من حديث بن مسعود بلفظ من كذب على ليضل به الناس الحديث وقد اختلف في وصله وإرساله ورجح الدارقطني والحاكم إرساله أخرجه الدارمي من حديث يعلى بن مرة بسند ضعيف وعلى تقدير ثبوته فليست اللام فيه للعلة بل للصيرورة قوله تعالى فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس والمعنى أن ما آل أمره إلى الإضلال أو هو من تخصيص بعض أفراد العموم بالذكر فلا مفهوم له كقوله تعالى لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة , ولا تقتلوا أولادكم من إملاق , فإن قتل الأولاد ومضاعفة الربا والإضلال في هذه الآيات إنما هو لتأكيد الأمر فيها لا لاختصاص الحكم قوله فليلج النار جعل الأمر بالولوج مسببا عن الكذب لأن لازم الأمر الإلزام والإلزام بولوج النار سببه الكذب عليه أو هو بلفظ الأمر ومعناه الخبر ويؤيده رواية مسلم من طريق غندر عن شعبة بلفظ من يكذب على يلج النار ولابن ماجة من طريق شريك عن منصور قال : الكذب على يولج أي يدخل النار. ( فتح الباري ).
كتاب :
( ترهيب المؤمنين الموحدين من اتباع الخوارج الليبراليين الانحلاليين والانسلاخ من دين رب العالمين )