قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر شعر الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله تعالى عنه
قال الطبري رحمه الله تعالى :
كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وعمرو وزياد بإسنادهم مثله قالوا وأرسل سعد إلى المغيرة بن شعبة وبسر بن أبي رهم وعرفجة بن هرثمة وحذيفة بن محصن وربعي بن عامر وقرفة بن زاهر التيمي ثم الواثلي ومذعور بن عدي العجلي والمضارب بن يزيد العجلي ومعبد بن مرة العجلي وكان من دهاة العرب فقال إني إلى هؤلاء القوم فما عندكم قالوا : جميعا نتبع ما تأمرنا به وننتهي إليه فإذا جاء أمر لم يكن منك فيه شيء نظرنا أمثل ما ينبغي وأنفعه للناس به فقال سعد : هذا فعل الحزمة اذهبوا فتهيؤوا فقال : ربعي بن عامر إن الأعاجم لهم آراء وآداب ومتى جميعا يروا أنا قد بهم فلا تزدهم على رجل جميعا على ذلك فقال فسرحه فخرج ربعي ليدخل على رستم عسكره فاحتبسه الذين على وأرسل إلى رستم لمجيئه فاستشار عظماء أهل فارس فقال ما ترون أم فأجمع ملؤهم على التهاون فأظهروا الزبرج وبسطوا البسط والنمارق ولم يتركوا شيئا ووضع لرستم سرير الذهب وألبس زينته من الأنماط والوسائد المنسوجة بالذهب وأقبل ربعي يسير على فرس لـه زباء قصيرة معه سيف لـه مشوف لفافة ثوب خلق ورمحه بقد معه حجفة من جلود البقر على وجهها أديم أحمر مثل الرغيف ومعه قوسه ونبله فلما غشي الملك وانتهى إليه وإلى أدنى البسط قيل لـه انزل فحملها على البساط فلما استوت عليه نزل عنها وربطها بوسادتين ثم أدخل الحبل فيهما فلم يستطيعوا أن ينهوه وإنما أروه التهاون وعرف ما أرادوا فأراد وعليه درع لـه كأنها أضاة عباءة بعيره قد جابها وشدها على وسطه بسلب وقد شد رأسه وكان أكثر العرب شعرة نسعة بعيره أربع ضفائر قد قمن قياما كأنهن قرون الوعلة (1) .
_____________________________________________
(1) تاريخ الطبري .
كتاب :
ذكر أشعار الأنبياء و أولي العلم والنهى أعاذنا الله من بأسه في الليل والضحى.