قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في وجوب تصديق القلب مع نطق اللسان .
قال الله سبحانه وتعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) } سورة الأنفال .
وقال الله سبحانه وتعالى :
{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) } سورة الحجرات .
وقال الله سبحانه وتعالى :
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) } سورة المائدة .
وقال الله سبحانه وتعالى :
{ سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13) } سورة الفتح .
وقال الله سبحانه وتعالى :
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) } سورة الحجرات .
وقال ابن بطة رحمه الله تعالى في كتابة الإبانة الكبرى :
أخبرني أبو بكر محـمد بن الحسين قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد قال : حدثنا أبو الحسين بن أبي بزة قال : سمعت المؤمل بن إسماعيل يقول : الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص . قال الشيخ : سمعت بعض شيوخنا رحمهم الله يقول : سئل سهل بن عبد الله التستري عن الإيمان ما هو ؟ فقال : هو قول ونية وعمل وسنة ، لأن الإيمان إذا كان قولا بلا عمل فهو كفر ، وإذا كان قولا وعملا بلا نية فهو نفاق ، وإذا كان قولا وعملا ونية بلا سنة فهو بدعة . قال الشيخ : وحسبك من ذلك ما أخبرك عنه مولاك الكريم بقوله : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) . فإن هذه الآية جمعت القول والعمل والنية ، فإن عبادة الله لا تكون إلا من بعد الإقرار به ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة لا يكون إلا بالعمل ، والإخلاص لا يكون إلا بعزم القلب والنية . ( كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة ) .
وقال ابن بطة رحمه الله تعالى في كتابة الإبانة :
وحدثنا جعفر بن محمـد القافلائي ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ ، قال : سألت أبا عبد الله ، عن الإيمان أمخلوق هو ؟ فقال أبو عبد الله : « وقرأ ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ، أمخلوق هو ؟ ما هو الله مخلوق » ؟
قال الشيخ : فالقول في هذا ما كان عليه أهل العلم والتسليم لما قالوه ، فمن قال : إن الإيمان مخلوق فهو كافر بالله العظيم ، لأن أمل الإيمان وذروة سنامه شهادة أن لا إله إلا الله ، ومن قال : إنه غير مخلوق ، فهو مبتدع لأن القدرية تقول : إن أفعال العباد وحركاتهم غير مخلوقة ، فالأصل المعمول عليه من هذا : التسليم لما قالته العلماء ، وترك الكلام فيما لم يتكلم فيه الأئمة ، فهم القدوة وهم كانوا أولى بإكلام منا ، نسأل الله عصمة من معصيته ، وعياذا من مخالفته . ( كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة ) .
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده :
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ مِشْكَمٍ قَالَ سَمِعْتُ الْخُشَنِيَّ يَقُولُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي وَيُحَرَّمُ عَلَيَّ قَالَ فَصَعَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَوَّبَ فِيَّ النَّظَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ وَقَالَ لَا تَقْرَبْ لَحْمَ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَلَا ذَا نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ .
قال الهيثمي :
رواه أحمد والطبراني وفي الصحيح طرف من أوله ورجاله ثقات.
( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ) .
وقال الألباني : ( صحيح ) .
رواه أحمد بإسناد جيد . ( 1735 صحيح الترغيب والترهيب ) .
كتاب الإيمان من كتاب :
ثلاثة أصول وفروع الدين من وحي رب العالمين وفتوى وأمر خاتم النبيين .