قال المؤلف عفا الله تعالى :
الفصل الأول : التعريف
المسألة الأولى :
الإيمان
ما هو الإيمان ؟
قال ابن الأثير رحمه الله تعالى :
أمــن
في أسماء الله تعالى المؤمن هو الذي يَصْدُق عبادَه وعْدَه : فهو من الإيمان : التَّصديق , أو يؤمِّنهم في القيامة من عذابه , فهو من الأمان , والأمْن ضدّ الخوف. هـ وفيه نَهْرانِ مؤمنان ونهرَانِ كافران , أما المؤمنان فالنِّيل والفرات , وأما الكافران فَدَجْلَة ونَهرْ بَلْخ جعلهما مؤمنين على التَّشْبيه , لأنهما يَفِيضان على الأرض فيَسقيان الحرْث بلا مَؤونة وكُلْفة , وجعل الآخرَيْن كافِرَين لنهما لا يسْقيان ولا يُنتْفَع بهما إلاَّ بمؤونة وكُلْفة , فهذان في الخير والنَّفْع كالمؤمنَين , وهذان في قِلَّة النفع كالكافِرَين. س ومنه الحديث لا يزني الزاني وهو مؤمن قيل معناه النَّهْىُ وإن كان في صورة الخبَر . والأصل حذف الياء من يزني , أي لا يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِق ولا يشرَب فإنَّ هذه الأفعالَ لا تليق بالمؤمنين . وقيل هو وعيد يُقْصَد به الردع كقوله rلا إيمان لمن لا أمانة له والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده . وقيل معناه لا يزني وهو كامل الإيمان . وقيل : معناه إن الْهَوى يُغَطِّى الإيمان , فصاحب الهَوى لا يَرى إلاَّ هوَاه ولا ينظرُ إلى إيمانه الناَّهِي له عن ارتكاب الفاحشة , فكأن الإيمان في تلك الحالة فقدت إنْعَدم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما الإيمان نَزِهُ فإذا أذنب العبدُ فارقة س ومنه الحديث الآخر إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان فكان فَوْق رأسه كالظُّلَّة , فإذا أقلع رجَع إليه الإيمانُ وكل هذا محمول على المجاز ونَفْى الكمال دون الحقيقة في رفع الإيمان وإبطاله . ( النهاية في غريب الحديث والأثر ) .
كتاب :
تذكير المؤمنين وترهيب الإخوان بأوامر الله ونبي الإنس والجان .