قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في اختيار الله تعالى من يشاء من خلقه لهدايته
قال الله سبحانه وتعالى : { مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) } الأعراف .
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى :
باب { وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } { لو أن الله هداني لكنت من المتقين }.
قال حدثنا أبو النعمان أخبرنا جرير هو بن حازم عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب t قال رأيت النبي r يوم الخندق التراب وهو يقول : والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا والمشركون قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا .
( [ صحيح البخاري ] , صحيح مسلم ).
قال الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره :
القول في تأويل قوله تعالى { من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون } يقول تعالى ذكره الهداية والإضلال بيد الله والمهتدى وهو السالك سبيل الحق الراكب قصد المحجة في دينه من هداه الله لذلك فوفقه لإصابته والضال من خذله الله فلم يوفقه لطاعته ومن فعل الله ذلك به فهو الخاسر يعني الهالك وقد بينا معنى الخسارة والهداية والضلالة في غير موضع من كتابنا هذا بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . ( تفسير الطبري ).
وقال الله تعالى :
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) } التحريم
وقال الله تعالى :
{ إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) } الحجر
وقال الله تعالى :
{ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) } هود
وقال الله تعالى :
{ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) } التوبة
وقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس t أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي ؟ قال r : في النار فلما قفى دعاه فقال r : إن أبي وأباك في النار.
([ صحيح مسلم ], سنن أبي داود , مسند أحمد ).
( فلما قفى ) قال في النهاية أي ذهب موليا وكأنه من القفا أي أعطاه قفاه وظهره .
وقال وحدثني عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه كما تنتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس فيها من جدعاء قالوا : يا رسول الله أرأيت الذي يموت وهو صغير ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين .
([ موطا مالك ] , صحيح البخاري , صحيح مسلم ).
كتاب :
تذكير من آمن بالقدر وترهيب من آمن وكفر