و وقال الإمام ابن أبي عاصم رحمه الله
تعالى :
حدثنا عبد الله حدثنا أبي حدثنا
محمد بن جعفر أخبرنا عوف عن
خالد بن ثابت الربعي أنه قال :
بلغني أنه كان في بني إسرائيل
رجل شاب قد قرأ الكتاب وعلمه
علما وكان مغموزا فيهم ؛ وأنه
طلب بعلمه وقراءته الشرف
والمال وابتدع بدعا أدرك الشرف
والمال في الدنيا ، ولبث كذلك
حتى سنا وأنه بينما هو نائم ليلة
على فراشه إذ تفكر في نفسه ؛
فقال : هب هؤلاء الناس لا
يعلمون ما ابتدعت أليس الله عز
وجل قد علم ما ابتدعت وقد
اقترب الأجل فلو أني تبت .
قال: فبلغ في اجتهاده في التوبة
أن عمد فخرق ترقوته وجعل فيها
سلسلة ثم أوثقها إلى آسيه من
أواسي المسجد وقال :
لا أبرح مكاني هذا حتى ينزل الله
في توبة أو أموت موت الدنيا .
قال: وكان لا يستنكر الوحي في
بني إسرائيل فأوحى الله عز وجل
في شأنه إلى نبي من أنبيائهم:
أنك لو كنت أصبت ذنبا بيني
وبينك لتبت عليك بالغا ما
بلغ ولكن كيف من أضللت من
عبادي فماتوا فأدخلتهم جهنم فلا
أتوب عليك. قال: عوف حسبته
أنه يقال اسمه بربريا.
( [ الزهد للإمام ابن أبي عاصم ] ,
اعتقاد أهل السنة ) .