قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
وأد ( قتل ) البنات في الجاهلية وتحريمه في الإسلام .
قال أخبرنا الوليد بن النضر الرملي عن سبرة بن معبد من بني الحارث ابن أبي الحرام من لخم عن
الوضين أن رجلا أتي النبي صلى الله عليه وسـلم فقال يا رسول الله إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان
فكنا نقتل الأولاد وكانت عندي ابنة لي فلما أجابت وكانت مسرورة بدعائي إذا دعوتها فدعوتها يوماً
فاتبعتني فمررت حتى أتيت بئراً من أهلي غير بعيد . فأخذت بيدها فرديت بها في البئر وكان أخر عهدي
بها أن تقول يا أبتاه يا أبتاه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسـلم حتى وكف دمع من عينيه فقال له
رجل من جلساء رسول الله صلى الله عليه وسـلم أحزنت رسول الله صلى الله عليه وسـلم فقال له كف
فإنه يسأل عما أهمه ثم قال له أعد علي حديثك فأعاده فبكي حتى وكف الدمع من عينه على لحيته ثم
قال لـه إن الله قد وضع عن الجاهلية ما عملوا فاستأنف عملك (1) .
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسـلم قال : " إن الله حرم عليكم
عقوق الأمهات ، ومنعا وهات ، ووأد البنات ، وكره لـكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال " (2) .
_____________________________________
(1) رواه الدارمي رحمه الله تعالى في أول باب في سننه باب ما كان عليه الناس قبل مبعث النبي صلى
الله عليه وسـلم من الجهل والضلالة .
(2) رواه البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الأدب باب عقوق الوالدين من الكبائر.
ورواه مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الأقضية باب : النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة والنهي
عن منع وهات وهو الامتناع عن حق لزمه أو طلب مالا يستحقه .