قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
الدليل الخامس : باب ما جاء في لهن من يتزوج بنية الطلاق لتحريمه
قلت : فهذا تزوجها ليجمعها بأولادها مع زوجها الأول ! فما بالكم بمن يريد الزواج ليطلقها بعد أيام ؟
قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو عمر قال ثنا حماد عن قتادة عن عامر الشعبي عن الحارث عن علي بن أبي طالب t قال : لعن رسول الله r المحلل والمحلل له . (1)
قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي حدثنا أبو زكريا يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي بمصر حدثنا أبي قال : سمعت الليث بن سعد في المسجد الجامع يقول : قال أبو مصعب مشرح بن هاعان قال : عقبة بن عامر الجهني t قال رسول الله e : ألا أخبركم بالتيس المستعار؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : هو المحل ، فلعن الله المحل والمحلل له ، ثم قال رسول الله e : لعن الله المحل والمحلل له (2).
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي رحمهما الله تعالى .
قلت : وذكره ابن كثير في تفسيره من طريق ابن ماجة ووهم وقال : تفرد به ابن ماجه وكذا رواه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن عثمان بن صالح عن الليث به ثم قال كانوا ينكرون على عثمان في هذا الحديث إنكارا شديدا، وقال : قلت عثمان هذا أحد الثقات روى عنه البخاري في صحيحه ثم قد تابعه غيره فرواه جعفر الفريابي عن العباس المعروف بابن فريق عن أبي صالح عبد الله عن الليث به فبريء من عهدته والله أعلم ( تفسير سورة البقرة آية / 229 ) .
( انتهى ما قاله ونقله عن أهل العلم رحمهم الله تعالى جميعا ).__________________________________________________ __
(1) رواه البيهقي رحمه الله تعالى في السنن الكبري ، كتاب جماع أبواب الأنكحة التي نهى عنها ، باب ما جاء في نكاح المحلل.
(2) رواه الحاكم رحمه الله تعالى في كتاب الطلاق ، باب لعن الله المحل والمحلل له .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :
قال الإمام أحمد ( 2323) :
حدثنا أبو عامر ، حدثنا عبد الله , هو ابن جعفر ، عن عثمان بن محمد , عن المقبري ، عن أبي هريرة t قال : لعن رسول الله e المحلل والمحلل له .
وهكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة ( 4296 ) ، والجوزجاني , والبيهقي من طريق عبد الله بن جعفر القرشي , وقد وثقه أحمد بن حنبل , وعلي بن المديني , ويحيى بن معين , وغيرهم , وأخرج له مسلم في صحيحه , عن عثمان بن محمد الأخنسي , وقد وثقة ابن معين ـ عن سعيد المقبري , وهو متفق عليه . ( تفسير سورة البقرة آية / 229 ) .
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى :
قال ابن ماجه ( 1934 ) حدثنا محمد بن بشار , حدثنا أبو عامر , عن زمعة بن صالح , عن سلمة بن وهرام , عن عكرمة , عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : لعن رسول الله e المحلل والمحلل له. طريق أخرى : قال الإمام الحافظ خطيب دمشق أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي : حدثنا ابن أبي مريم , حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة , عن داود بن الحصين , عن عكرمة , عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : سئل رسول الله عن نكاح المحلل ؟ قال : لا , إلا نكاح رغبة , لا نكاح دلسة , ولا استهزاء بكتاب الله , ثم يذوق عسيلتها .
ويتقوى هذان الإسنادان بما رواه أبو بكر بن أبي شيبة (4295) ، عن حميد بن عبد الرحمن , عن موسى بن أبي الفرات , عن عمرو بن دينار عن النبيe بنحو من هذا , فيتقوى كل من هذا المرسل والذي قبله بالأخر ، والله أعلم . ( تفسير سورة البقرة آية / 229 ) .
( انتهى ما قاله ونقله عن أهل العلم رحمهم الله تعالى جميعا )
كتاب :
تذكير المؤمنين أولي الأخلاق بما ثبت في تحريم النكاح بنية الطلاق .
الدليل الخامس : باب ما جاء في لهن من يتزوج بنية الطلاق لتحريمه
العرض العادي
