قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
فصل في ذكر صفة شعر الخوارج المارقين
أعاذنا الله تعالى منهم حتى لا يتشبه بهم.
قال حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي بن ميمون سمعت محمد بن سيرين يحدث عن معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري t عن النبي r قال : يخرج ناس من قبل المشرق ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه قيل : ما سيماهم , قال : سيماهم التحليق أو قال : التسبيد (1) .
قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا الحارث بن سريج النقال قال حدثنا الفاء بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري t أن نبي الله r ذكر ناسا يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق هم من شرار الناس أوهم من شرالخلق تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق (2) .
_____________________________________________
(1) رواه البخاري رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم .
(2) رواه ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه كتاب التاريخ باب إخباره r عما يكون في أمته من الفتن والحوادث ذكر الإخبار عن خروج أهل النهروان على الإمام وشق عصا المسلمين .
قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه حدثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الأزرق بن قيس عن شريك بن شهاب قال : كنت أتمنى أن أرى رجلا من أصحاب رسول الله r ويحدثني عن الخوارج قال: فلقيت أبا برزة t في يوم عرفة في نفر من أصحابه فقلت : يا أبا برزة حدثنا بشيء سمعته من رسول الله r يقول في الخوارج قال : أحدثك ما سمعت أذناي ورأت عيناي أتي رسول الله r بدنانير من أرض فكان يقسمها وعنده رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود فتعرض لرسول الله r فأتاه من قبل وجهه فلم يعطه شيئا فأتاه من قبل شماله فلم يعطه شيئا فأتاه من خلفه فقال: والله يا محمد ما عدلت منذ اليوم في القسمة فغضب النبي r فقال: لا تجدون بعدي أحدا أعدل عليكم قالها ثلاثا ثم قال : يخرج من قبل المشرق قوم كان هديهم هكذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم فإذا رأيتموهم فاقتلوهم قالها حماد ثلاثا هم شر الخلق والخليقة قالها حماد ثلاثا وقال قال أيضا لا يرجعون فيه (1) .
_____________________________________________
(1) رواه الحاكم رحمه الله تعالى في المستدرك في كتاب الجهاد قتال أهل البغي وقال : وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد حدثنا الحسن بن علي بن بحر البري حدثنا أبي ثنا هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن قتادة عن أنس t أن النبي r قال : سيكون في أمتي اختلاف وفرقة وسيجيء قوم يعجبونكم وتعجبهم أنفسهم الذين يقتلونهم أولى بالله منهم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ويدعون إلى الله وليسوا من الله في شيء فإذا لقيتموهم فأنيموهم قالوا : يا رسول الله أنعتهم لنا قال آيتهم الحلق والتسبيت يعني استئصال التقصير قال : والتسبيت استئصال الشعر(1) .
قال الحاكم :هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد روى هذا الحديث الأوزاعي عن قتادة عن أنس t. ( رحمهم الله تعالى جميعا ).
قال وحدثناه أحمد بن عثمان البزاز ببغداد حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم البلدي حدثنا محمد بن كثير المصيصي حدثنا الأوزاعي عن قتادة عن أنس بن مالك t أن رسول الله r قال : سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية لا يرجع حتى يرد السهم ________________________________________________(1 ) رواه الحاكم رحمه الله تعالى في المستدرك في كتاب الجهاد في قتال أهل البغي .