قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
المسألة السابعة عشر :
في عدم قبول توبة من كتم شيئا من الدين
إلا بعد أن يصلح ويبين لمن أضلهم من رعاع المسلمين.
قال الله سبحانه وتعالى :
)إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّاب الرَّحِيمُ( (البقرة 160 ).
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره :
استثنى الله تعالى من هؤلاء من تاب إليه فقال ( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ) أي رجعوا عما كانوا فيه وأصلحوا أعمالهم وبينوا للناس ما كانوا يكتمونه ( فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ) وفى هذا دلالة على أن الداعية إلى كفر أو بدعة إذا تاب إلى الله تاب الله عليه وقد ورد أن الأمم السالفة لم تكن التوبة تقبل من مثل هؤلاء منهم ولكن هذا من شريعة نبي التوبة ونبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه ثم أخبر تعالى عمن كفر به واستمر به الحال إلى مماته بأن ( عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها )أيفي اللعنة التابعة لهم إلى يوم القيامة ثم المصاحبة لهم فى نار جهنم التى ( لا يخفف عنهم العذاب ) فيها أي لا ينقص عما هم فيه ( ولا هم ينظرون ) أي لا يغير عنهم ساعة واحدة ولا يفتر بل هو متواصل دائم فنعوذ بالله من ذلك قال أبو العالية وقتادة إن الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه الله ثم تلعنه الملائكة ثم يلعنه الناس أجمعون .
كتاب :
تذكير المؤمنين وترهيب الإخوان بأوامر الله ونبي الإنس والجان