قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
المسألة السابعة عشر:
في نقضهم العهود .
قال الله سبحنه وتعالى :
) أَو كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُون (100) ( البقرة .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره :
قال مالك بن الصيف حين بعث رسول الله r وذكرهم ما أخذ عليهم من الميثاق وما عهد إليهم في محمد r والله ما عهد إلينا قفي محمد وما أخذ علينا ميثاقا فأنزل الله تعالى ( أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريقا منهم ) وقال الحسن البصري في قوله ( بل أكثرهم لا يؤمنون ) قال نعم ليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه ونبذوه يعاهدون اليوم وينقضون غدا وقال السدي لا يؤمنون بما جاء به محمد r وقال قتادة نبذه فريق منهم أي نقضه فريق منهم وقال ابن جرير أصل النبذ الطرح والإلقاء ومنه سمي اللقيط منبوذا ومنهسمي النبيذ هو التمر والزبيب إذا طرحا في الماء قال أبو الأسود الدؤلي :
نظرت إلى عنوانه فنبذته كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا
قلت فالقوم ذمهم الله بنبذهم العهود التي تقدم الله إليهم في التمسك بها والقيام بحقها ولهذا أعقبهم ذلك التكذيب بالرسول المبعوث إليهم وإلى الناس كافة الذي في كتبهم نعته وصفته وأخباره وقد أمروا فيها باتباعه ومؤازرته ونصرته كما قال تعالى ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) الآية وقال ههنا ( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم ) الآية أي طرح طائفة منهم كتاب الله الذي بأيديهم مما فيه البشارة بمحمد r وراء ظهورهم أي تركوها كأنهم لا يعلمون ما فيها وأقبلوا على تعلم السحر واتباعه ولهذا أرادوا كيدا برسول الله r وسحروه في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر تحت راعوثة بئر ذي أروان وكان الذي تولى ذلك منهم رجل يقال له لبيد بن الأعصم لعنه الله وقبحه فأطلع الله على ذلك رسوله r وشفاه منه وأنقذه كما ثبت ذلك مبسوطا في الصحيحين < خ 3175 م 2189 > عن عائشة أم المؤمنين y كما سيأتي بيانه .
كتاب :
تذكير المؤمنين وترهيب الإخوان بأوامر الله ونبي الإنس والجان
في نقضهم العهود .
العرض العادي
