قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
المسألة الثانية والعشرون :
أمر الله تعالى للمؤمنين بصدق الإيمان .
قال الله سبحانه وتعالى :
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الأْخِر فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (136) ( النساء .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره :
يأمر تعالى عباده المؤمنين بالدخول في جميع شرائع الإيمان وشعبه وأركانه ودعائه وليس هذا من باب تحصيل الحاصل بل من باب تكميل الكامل وتقريره وتثبيته والإستمرار عليه كما يقول المؤمن في كل صلاة ( اهدنا الصراط المستقيم ) أي بصرنا فيه وزدنا هدى وثبتنا عليه فأمرهم بالإيمان به وبرسوله r كما قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله ) وقوله ( والكتاب الذي نزل على رسوله ) يعني القرآن ( والكتاب الذي أنزل من قبل ) وهذا جنس يشمل جميع الكتب المتقدمة وقال في القرآن نزلا لأنه نزل متفرقا منجما على الوقائع بحسب ما يحتاج إليه العباد في معاشهم ومعادهم وأما الكتب المتقدمة فكانت تنزل جملة واحدة لهذا قال تعالى ( والكتاب الذي أنزل من قبل ) ثم قال تعالى ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) أي فقد خرج عن طريق الهدى وبعد عن القصد كل البعد .
كتاب :
تذكير المؤمنين وترهيب الإخوان بأوامر الله ونبي الإنس والجان