قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
المسألة الثالثة عشر :
في موالاتهم للكافرين !
وهل يلحق بهم كل من لجأ إلى ديارهم من المسلمين ؟
قال الله سبحانه وتعالى :
) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) ( المائدة .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره :
وقوله تعالى ( ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا ) قال مجاهد يعني بذلك المنافقين وقوله ( لبئس ما قدمت لهم أنفسهم ) يعني بذلك موالاتهم للكافرين وتركهم موالاة المؤمنين التي أعقبتهم نفاقا في قلوبهم وأسخطت الله عليهم سخطا مستمرا إلى يوم معادهم ولهذا قال ( أن سخط الله عليهم ) وفسر بذلك ماذمهم به ثم أخبر عنهم أنهم ( في العذاب خالدون ) يعني يوم القيامة قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا هشام بن عمار حدثنا مسلم بن علي عن الأعمش بإسناده ذكره قال يامعشر المسلمين إياكم والزنا فإن فيه ست خصال ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة فأما التي في الدنيا فإنه يذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر وأما التي في الآخرة فإنه يوجب سخط الرب وسوء الحساب والخلود في النار ثم تلا رسول الله r ( لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ) هكذا ذكره ابن أبي حاتم وقد رواه ابن مردويه من طريق هشام بن عمار عن مسلم عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة عن النبي r فذكره وساقه أيضا من طريق سعيد بن غفير عن مسلمة عن أبي عبد الرحمن الكوفي عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة عن النبي r فذكر مثله وهذا حديث ضعيف على كل حال والله أعلم .
وقوله تعالى ( ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه مااتخذوهم أولياء ) أي لو آمنوا حق الإيمان بالله والرسول والقرآن لما ارتكبوا ماارتكبوه من موالاة الكافرين في الباطن ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل إليه ( ولكن كثيرا منهم فاسقون ) أي خارجون عن طاعة الله ورسوله مخالفون لآيات وحيه وتنزيله .
كتاب :
تذكير المؤمنين وترهيب الإخوان بأوامر الله ونبي الإنس والجان