قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر شهادة خير اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسـلم بالرسالة.
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى :
حدثنا محمد بن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس قال : بلغ عبد الله بن سلام رضي الله تعالى
عنهما مقدم رسول الله صلى الله عليه وسـلم المدينة فأتاه فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي
ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء
ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسـلم : ( خبرني بهن آنفا جبريل ) . قال فقال : عبد
الله ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسـلم : ( أما أول أشراط الساعة فنار
تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الشبه في
الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها ) . قال :
أشهد أنك رسول الله ثم قال : يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم
بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال: رسول الله صلى الله عليه وسـلم ( أي رجل
فيكم عبد الله بن سلام ) . قالوا : أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا ؛ فقال رسول الله صلى الله
عليه وسـلم : ( أفرأيتم إن أسلم عبد الله ) . قالوا : أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم ؛ فقال :
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمـدا رسول الله ؛ فقالوا : شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه . ( [ صحيح
الإمام البخاري ] ، مسند الإمام البزار ، السنن الكبرى للنسائي ) .