قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
المسألة الثانية :
نبذهم كتاب الله تعالى وراء ظهورهم .
قال الله سبحانه وتعالى :
) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) ( البقرة .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره :
قال السدي ( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم ) قال لما جاءهم محمد r عارضوه بالتوراة فخاصموه بها فاتفقت التوراة والقرآن فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب أصف وسحر هاروت وماروت فلم يوافق القرآن فذلك قوله ( كأنهم لا يعلمون ) وقال قتادة في قوله ( كأنهم لا يعلمون ) قال إن القوم كانوا يعلمون ولكنهم نبذوا علمهم وكتموه وجحدوا به وقال العوفي في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى ( واتبعوا ما تتلو الشياطين ) الآية وكان حين ذهب ملك سليمان ارتد فئام من الجن والإنس واتبعوا الشهوات فلما أرجع الله إلى سليمان ملكه وقام الناس على الدين كما كان وان سليمان ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيه وتوفي سليمان عليه السلام حدثان ذلك فظهر الإنس والجن على الكتب بعد وفاة سليمان وقالوا هذا كتاب من الله نزل على سليمان فأخفاه عنا فأخذوا به فجعلوه دينا فأنزل الله تعالى ( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم ) الآية واتبعوا الشهوات التي كانت تتلوا الشياطين وهي المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان آصف كاتب سليمان وكان يعلم الاسم الأعظم وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرا وكفرا وقالوا هذا الذي كان سليمان يعمل بها قال فأكفره جهال الناس وسبوه ووقف علماء الناس فلم يزل جهال الناس يسبونه حتى أنزل الله على محمد r ( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ) .
كتاب :
تذكير المؤمنين وترهيب الإخوان بأوامر الله ونبي الإنس والجان