قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في وجوب الإيمان بقدر الله تعالى خيره وشره .
قال الله سبحانه وتعالى :
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) } سورة القمر .
وقال الله سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) }
سورة القدر .
قال الإمام ابن بطه رحمه الله تعالى في الإبانة الكبرى :
حدثنا أبو بكر السراج ، قال : حدثنا زياد بن أيوب ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال : كان أول من تكلم في القدر معبد الجهني ، فخرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن نريد مكة ، فقلت : لو لقينا أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسـلم فسألناه عما يقول هؤلاء القوم ، فلقينا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ، فاكتنفته أنا وصاحبي ، أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله ، فعلمت أنه سيكل المسألة إلي ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، إنه قد ظهر قبلنا ناس يتقفرون هذا العلم ويطلبونه ، ويزعمون أن لا قدر ، إنما الأمر أنف قال : فإذا ألقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء ، والذي نفسي بيده لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ، ما قبل منه شيئا حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ، ثم قال : حدثنا عمر بن الخطاب قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلـم ، إذ أقبل رجل شديد بياض الثياب ، وذكر حديث الإيمان بطوله إلى قوله : « فما الإيمان » قال : « أن تؤمن بالله وحده وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث بعد الموت ، والجنة والنار ، والقدر خيره وشره » ، قال : صدقت . « وذكر تمام الحديث بطوله ، أنا اختصرته .
( [ الإبانة الكبرى لابن بطة ] ، صحيح الإمام مسلم ، سنن الإمام أبوداود ،سنن الإمام الترمذي ) .
كتاب الإيمان من كتاب :
ثلاثة أصول وفروع الدين من وحي رب العالمين وفتوى وأمر خاتم النبيين .