قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في النهي عما كان عليه الناس في الجاهلية.
و ما يقال لمن تعصب أو انتسب أو تعزى أو دعا للجاهلية , ولا لوم علي قائله .
قلت : ومما لا شك فيه أن المهاجرين والأنصار خير المؤمنين والمسلمين ونهوا عن ذلك ؛ فالأولى أن يزجر غيرهم .
قال ابن حبان رحمه الله تعالى :
أخبرنا محمد بن محمود بن عدي أبو عمرو بنسا قال أخبرنا حميد بن زنجويه قال حدثنا محاضر بن المورع قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة t قال قال رسول الله r : ما جلس قوم في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. [ ( صحيح ابن حبان ) , صحيح مسلم ].
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى :
باب ما ينهى من دعوى الجاهلية .
حدثنا محمد أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابرا رضي الله عنهما يقول : غزونا مع النبي r وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصاريا فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا وقال الأنصاري : يا للأنصار وقال المهاجري : يا للمهاجرين فخرج النبي r فقال : ما بال دعوى أهل الجاهلية ثم قال : ما شأنهم فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري قال فقال النبي r : دعوها فإنها خبيثة , وقال عبد الله بن أبي بن سلول : أقد تداعوا علينا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل , فقال عمر : ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث لعبد الله فقال النبي r : لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه . [ ( صحيح البخاري ) , صحيح مسلم ) .
وقال ابن أبي شيبة رحمه الله تعالى :
قال حدثنا وكيع عن كهمس عن الحسن عن أبي بن كعب t قال سمعت رسول الله r يقول : من اتصل بالقبائل فاعضوه بهن أبيه ولا تكنوا .
وقال حدثنا وكيع عن عمران عن أبي مجلز قال قال عمر t : من اعتز بالقبائل فاعضوه أو فأمضوه . ( مصنف ابن أبي شيبة ) .
و قال ابن حبان رحمه الله تعالى :
ذكر الإسماع لمن تعزى بعزاء الجاهلية عند مصيبة يمتحن بها .
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عوف عن الحسن عن عتي قال : رأيت أبيا رأى رجلا تعز بعزاء الجاهلية فأعضه ولم يكن ثم قال : قد أرى في أنفسكم أو في نفسك إني لم أستطع إذا سمعتها أن لا أقولها سمعت رسول الله r يقول : من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا . ( [ صحيح ابن حبان ] , المسند ).
و قال الإمام النسائي رحمه الله تعالى :
من تعزى بعزاء الجاهلية .
قال أخبرنا محمد بن هشام السدوسي قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا أشعث عن الحسن أن أبيا قال : سمعت رسول الله r يقول : إذا اعتزى أحدكم بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا.
وقال أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد قال حدثنا عوف عن الحسن عن علي بن ضمرة قال : شهدته يوما يعني أبي بن كعب وإذا رجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضه بأير أبيه ولم يكنه , فكأن القوم استنكروا ذلك منه , فقال : لا تلوموني فإن نبي الله r قال لنا : من رأيتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا . (السنن الكبرى ) .
وقال ابن الأثير رحمه الله تعالى :
وعن أبي بن كعب t قال قال رسول الله r : إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . ( مجمع الزوائد ) .
قال المناوي رحمه الله تعالى :
إذا سمعتم من يعتزي بعزاء الجاهلية فأعضوه أي قولوا له اعضض بظر أمك ولا تكنوا عن ذلك بما لا يستقبح فإنه جدير بأن يستهان به ويخاطب بما فيه قبح وهجر زجرا له عن فعله الشنيع وردعا له عن قوله الفظيع حم ن حب طب والضياء المقدسي عن أبي بن كعب وفي الباب غيره أيضا .
( فيض القدير ) .