قال أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى :
حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن الحسين، حدثنا
أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا هاشم
قال: لما كانت الصرعة التي هلك فيها أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى ، دخل عليه
مسلمة بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين إنك أقفرت
أفواه ولدك من هذا المال فتركتهم عالة لا شىء لهم، فلو
أوصيت بهم إلى أو إلى نظرائي من أهل بيتك؟ قال: فقال:
أسندوني، ثم قال: أما قولك إني أقفرت أفواه ولدي من
هذا المال فإني والله ما منعتهم حقاً هو لهم، ولم أعطهم ما
ليس لهم، وأما قولك لو أوصيت بهم إلى أو إلى نظرائي
من أهل بيتك فوصيي ووليي فيهم الله الذي نزل الكتاب
وهو يتولى الصالحين، بني أحد رجلين، إما رجل يتقي
فسيجعل الله له مخرجا، وإما رجل مكب على المعاصي
فإني لم أكن لأقويه على معصية الله. ثم بعث إليهم وهم
بضعة عشر ذكراً، قال: فنظر إليهم فذرفت عيناه فبكى ثم
قال: بنفسي الفتية الذين تركتهم عيلى لا شىء لهم بلى
بحمد الله قد تركتهم بخير، أي بني إنكم لن تلقوا أحداً من
العرب ولا من المعاهدين إلا كان لكم عليهم حقاً، أي بني
إن أمامكم ميلا بين أمرين، بين أن تستغنوا ويدخل أبوكم
النار، وأن تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة، فكان أن تفتقروا
ويدخل أبوكم الجنة أحب إليه من أن تستغنوا ويدخل النار،
قوموا عصمكم الله.
( حلية الأولياء ).