قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في أمر الله تعالى بتأدية الأمانات إلى أهلها ؛ والحكم بين الناس بالعدل .
قلت : والحكم بين الناس بالعدل أليس من الأمانة .
قال الله سبحانه وتعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ
بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) } سورة النساء .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره :
يخبر تعالى أنه يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها، وفي حديث الحسن، عن سمرة، أن رسول الله صلى الله
عليه وسلـم قال : "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". رواه الإمام أحمد وأهل السنن وهذا
يعم جميع الأمانات الواجبة على الإنسان ، من حقوق الله ، عز وجل ، على عباده ، من الصلوات
والزكوات ، والكفارات والنذور والصيام، وغير ذلك، مما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه العباد، ومن
حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع
بينة على ذلك. فأمر الله، عز وجل، بأدائها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة، كما
ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلـم قال : " لتؤدن الحقوق إلى أهلها، حتى
يقتص للشاة الجماء من القرناء " .