قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
باب في استحلال طائفة من هذه الأمة الحرام وجزاؤهم من الرب العلام
قال وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري : والله ما كذبني سمع النبي e يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلونالحر والحرير والخمر والمعازف , ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليه بسارحة لهم , يأتيهم يعني الفقير لحاجة , فيقولوا : ارجع إلينا غدا , فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة.(1)
قال حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني قال : كان أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل(y) يتناجيان بينهما بحديث , فقلت لهما : ما حفظتما وصية رسول الله e بي , قال : وكان أوصاهما بي ، قالا : ما أردنا أن ننتجي بشيء دونك , إنما ذكرنا حديثا حدثنا رسول الله e , فجعلا يتذاكرانه , قالا : إنه بدأ هذا الأمر , ثم كائن , ثم كائن ملكا عضوضا , ثم كائن عتوا وجبرية وفسادا في الأمة , يستحلون الحرير والخمور والفروج والفساد في الأمة , ينصرون على ذلك , ويرزقون أبدا حتى يلقوا الله .(2)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
قال الإمام أبو عبد الله بن بطة : حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة t أن رسول الله e قال : لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل.
وهذا إسناد جيد , وأحمد بن محمد بن مسلم هذا وثقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح والله أعلم.
( تفسير سورة البقرة آية65/66 ) .
وذكره في موضع أخر وقال :
وهذا إسناد جيد فإن أحمد بن محمد بن مسلم ، هذا ذكره الخطيب في تاريخه ووثقه ، وباقي رجاله مشهورون ثقات ، ويصحح الترمذي بمثل هذا الإسناد كثيرا . ( تفسير سورة الأعراف آية\164 166 ) .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : وأيضا فقد روى ابن بطة وغيره بإسناد حسن عن أبي هريرة t أن النبي e قال : لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل وإسناده مما يصححه الترمذي .
(حاشية ابن القيم ) .
____________________________________
(1) رواه البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الأشربة , باب في من يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه .
ورواه البيهقي رحمه الله تعالى في الكبرى ومن جماع أبواب الهيئة للجمعة باب ما ورد من التشديد في لبس الخز .
ورواه أبو داود رحمه الله تعالى في كتاب اللباس باب ما جاء في الخز .
(2) رواه أبو يعلى رحمه الله تعالى .
ورواه الطبراني رحمه الله تعالى في الكبير .
وقال الهيثمي : رواه أبو يعلى والبزار عن أبي عبيدة وحده قال قال رسول الله e : إن أول دينكم بدأ فذكر نحوه ورواه الطبراني عن معاذ وأبي عبيدة قالا قال رسول الله e , فذكر نحو حديث أبي يعلى وزاد يستحلون الحرير والفروج والخمور , وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات . مجمع الزوائد .
( رحمهم الله تعالى جميعا ) .
وقال الحافظ رحمه الله تعالى في شرحه : قوله : يستحلون الحر , ضبطه ابن ناصر بالحاء المهملة المكسورة , والراء الخفيفة , وهو الفرج , وكذا هو في معظم الروايات من صحيح البخاري , ولم يذكر عياض ومن تبعه غيره , وأغرب ابن التين فقال : إنه عند البخاري بالمعجمتين , وقال ابن العربي هو بالمعجمتين تصحيف , وإنما رويناه بالمهملتين وهو الفرج , والمعنى يستحلون الزنا .