سلسلة عمل خير القرون
تقريظ
فضيلة الشيخ أبي بكر جابر الجزائري
المدرس بمسجد النبي r
تحذير المسلمين والمؤمنين الحكماء
مـما يثـير الفـتن والسفهاء و الحلمـاء
تأليف
علي بن مصطفى بن علي المصطفى السلاموني
عفا الله تعالى عنه وعن والديه وعن المسلمين أجمعين
___________________________________
اللهم هل بلغت ,,,,,, ؟ اللهم فأشهد ,,,,,,,,,,!
) بسم الله الرحمن الرحيم (
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله r .
) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) ( . آل عمران .
) يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1) ( النساء .
) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71) ( الأحزاب .
أما بعد : فإن أول أسباب ردة الأمم التي أنزل U شرعاً لهم هي الفتن باختلاف أنواعها وما تحدث الفتن إلا بعد ترك الناس أوامر ونواهي الله تبارك وتعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام مما يسبب الضلال لكثير من الناس فيستبيحوا ما حرم الله U عليهم فيحرصوا على العلو في الأرض من طلب الملك والرئاسة ولو بالقتال بينهم فإذا حدث هذا من العسكريين الذين لا مرجع لهم في هذا الأمر من العقل أو الدين وهذا أكثر حالهم فأمرهم وحسابهم عند ربهم أما أن يحدث ممن ينسبون إلى أهل العلم فما هم من أهل العلم سلف هذه الأمة وما علمت أن أحداً من سلف هذه الأمة رحمهم الله تعالى وأسكنهم فيسح جناته كان هذا حالهم إلا في مواجهة الكفار والمعتدين المستحلين لدماء وديار المسلمين . وقد سئل بعض سلف هذه الأمة عن أفضل الناس فقال رحمه الله تعالى : من لم يبال بأمر الدنيا بيد من كانت .
أما أن يثير بعض من ينسبون إلى أهل العلم الفتن بين جماعة المسلمين والحكومات ويقيموا القتال بينهم مما يفرق الأمة ويضعفها أمام عدوها المتربص بها في كل لحظة فهيهات أن يفوزوا في الحياة وأخشى أن يكونوا في الآخرة ممن لا يفوزون بالجنات ولو أتبع هؤلاء أخبار النبي r ما حرصوا في هذه الدنيا على شئ منها صغيراً كان أو كبيراً إلا الدعوة إلى دين الله والصبر عليها في كل زمان ومكان حتى يكونوا من ورثة الأنبياء فإن جل العلماء أو من ينسبون إليه خالفوا منهج الأنبياء وسنبين ذلك في رسالة خاصة بهم إن شاء الله تعالى . (1)
والفتن يخاف عاقبتها خيار المؤمنين فإن الرجل العاقل المؤمن الكامل الإيمان إذا قال له أهل الفساد والجبروت والطغيان إنا سوف نقطع رقبتك أو تفعل أمراً أو تقول قولا يخالف دين رب العالمين وليس لك خيار في ثالث لهما لرضى أن تقطع رقبته لعلمه أن قوله أو فعله سوف يسبب فتنة أو ردة كثير من الجهلة وضعفاء الإيمان وسوف يكون عليه وزر من إتبعه إلى يوم القيامة يوم لا ينفع الحسرة والندامة . ولعلمه إنه لن يموت أحد دون أجله وإن قتله __________________________________________________ __________
(1) وهي رسالة تحفة طلبة العلم و العلماء بمنهج ورثة الأنبياء .
شهادة وأما إذا أخذ الرجل العاقل المؤمن الكامل الإيمان ويعذب عذاباً لا يحصى أنواعه أحد من الخلق أجمعين ولا يعلمه إلا الملك رب العالمين فو الله الجليل إن هذا الرجل لا يأمن على نفسه عاقبة هذه الفتنة وقد يجيبهم إلى ما يريدون منه بلسانه أو بقلبه وبلسانه إذا ضعف إيمانه في الفتنة ويالها من خسارة والدليل على ذلك ما حدث لخيرة هذه الأمة y جميعاً ممن آمن برسول الله r في مكة في أول دعوة الناس إلى دين الإسلام وسنذكر ما تيسر من ذلك إن شاء الله تعالى .
ثم ما حدث لمن بعدهم ممن هم خير القرون رحمهم الله تعالى في فتنة خلق القران وما حدث فيها للإمام أحمد t وأصحابه رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته مع نبيه r ومن أسباب الفتن بين المسلمين ما يحدث من بعض طلبة العلم عفا الله تعالى عنهم وهداهم إلى صراطه المستقيم نحو بعض محدثي بعض الجماعات الأحياء منهم والأموات من ذكرهم لهم بما لا يليق منهم وإن كان بهم ما يذكرون عنهم وأنا أعلم تماما أن طلبة العلم هداهم الله تعالى لم يذكروا هؤلاء إلا بعد ذكرهم ورميهم بما ليس فيهم كما هو معروف عن منهج بعض المخالفين لسنن النبي r وأوامره ونواهيه والواجب عليهم ألا كما روت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : وما أنتقم رسول الله r لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها رواه البخاري رحمه الله تعالى فالواجب على حملة العلم أن يقتدوا به في دعوتهم بمنهجه وسيرته حتى ينسبون إليه أليس كذلك ؟ ولا ينكر مسلم أن مقابلة الإساءة بأختها مما يزيد الفتنة وهذا قد نهانا عنه رسول الله r وسنوضح ذلك في الرسالة إن شاء الله تعالى .