قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء بأن الله سبحانه وتعالى يعلم ما في السماوات و الأراضين .
قال الله سبحانه وتعالى :
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) } المجادلة
وقال الله سبحانه وتعالى :
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) } الحج
قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره :
قوله تعالى : ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم نزلت بمكة فيه مسألتان الأولى قوله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله التي اشتكت إلى الله هي خولة بنت ثعلبة وقيل بنت حكيم وقيل اسمها جميلة وخولة أصح وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت وقد
مر بها عمر بن الخطاب t في خلافته والناس معه على حمار فاستوقفته طويلا ووعظته وقالت يا عمر قد كنت تدعى عميرا ثم قيل لك عمر ثم قيل لك أمير المؤمنين فاتق الله يا عمر فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت ومن أيقن بالحساب خاف العذاب وهو واقف يسمع كلامها فقيل له يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف فقال والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لا زلت إلا للصلاة المكتوبة أتدرون من هذه العجوز هي خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر وقالت عائشة رضي الله عنها تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله r وهي تقول يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ) أخرجه ابن ماجه في السنن والذي في البخاري من هذا عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله r وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله U ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) وقال الماوردي هي خولة بنت ثعلبة وقيل بنت خويلد وليس هذا بمختلف لأن أحدهما أبوها والآخر جدها فنسبت إلى كل واحد منهما وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت وقال الثعلبي قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما هي خولة بنت خويلد الخزرجية كانت تحت أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت وكانت حسنة الجسم فرآها زوجها ساجدة فنظر عجيزتها فأعجبه أمرها فلما انصرفت أرادها فأبت فغضب عليها قال عروة وكان امرأ به لمم فأصاب بعض لممه فقال لها أنت علي كظهر أمي وكان الايلاء والظهار من الطلاق في الجاهلية فسألت النبي r فقال لها حرمت عليه فقالت والله ما ذكر طلاقا ثم قالت أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفراق زوجي وابن عمي وقد نفضت له
بطني فقال حرمت عليه فما زالت تراجعه ويراجعها حتى نزلت عليه الآية وروى الحسن أنها قالت يا رسول الله قد نسخ الله سنن الجاهلية وإن زوجي ظاهر مني فقال رسول الله r ما أوحي إلي في هذا شيء فقالت يا رسول الله أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا فقال هو ما قلت لك فقالت إلى الله أشكو لا إلى رسوله فأنزل الله { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله } الآية