قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
المسألة الثالثة : ذكر ما جاء في كثرة فاحشة الزنا . وأليس الرخصة للمضطرين في نكاح المتعة أولى
من كثرة فاحشة الزنا .
قال الإمام الطبراني رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : نَا سَيْفُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: نَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنِ الْمُنْتَصِرِ بْنِ
عِمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ وَكَانَ جَدَّهُ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ رضي الله تعالى عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: « إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ كَثُرَ لُبْسُ الطَّيَالِسَةِ، وَكَثُرَتِ التِّجَارَةُ، وَكَثُرَ الْمَالُ ، وَعُظِّمَ رَبُّ الْمَالِ
لِمَالِهِ، وَكَثُرَتِ الْفَاحِشَةُ، وَكَانَتْ إِمْرَةُ الصِّبْيَانِ، وَكَثُرَ الْفَسَادُ ، وَجَارَ السُّلْطَانُ ، وَطُفِّفَ فِي الْمِكْيَالِ
وَالْمِيزَانِ ، وَيُرَبِّي الرَّجُلُ جِرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّي وَلَدًا ، وَلَا يُوَقَّرُ كَبِيرٌ ، وَلَا يُرْحَمُ صَغِيرٌ، وَيَكْثُرُ
أَوْلَادُ الزِّنَا ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَغْشَى الْمَرْأَةَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ ، فَيَقُولُ أَمْثَلُهُمْ فِي ذَاكُمُ الزَّمَانِ: لَوِ
اعْتَزَلْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ ، أَمْثَلُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ الْمُدَاهِنُ » .
( المعجم الأوسط للإمام الطبراني ) .
وذكره الحافظ الهيثمي رحمه الله تعالى وقال :
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ سَيْفُ بْنُ مِسْكِينٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ الهيثمي ) .
وذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى وسكت عنه وقال :
وَلِلطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ نَحْوُهُ وَفِيهِ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ لَوِ اعْتَزَلْتُمُ الطَّرِيقَ وَفِي حَدِيثِ أَبِي
أُمَامَةَ عند الطبراني .
( فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ) .