قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
رفق ولي الأمر بضعفاء النسوة
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : كانت
الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ
بيد رسول الله r فتنطلق به حيث
شاءت (1) .
قال الحافظ رحمه الله تعالى في
شرحه للحديث :
والمقصود من الأخذ باليد لازمه
وهو الرفق والانقياد وقد اشتمل
على أنواع من المبالغة في
التواضع لذكره المرأة دون الرجل
والأمة دون الحرة وحيث عمم
بلفظ الإماء أي أمة كانت ،
وبقوله (حيث شاءت ) أي من
الأمكنة ، والتعبير بالأخذ باليد
إشارة إلى غاية التصرف حتى لو
كانت حاجتها خارج المدينة و
إلتمست منه مساعدتها في تلك
الحاجة لساعد على ذلك ، وهذا
دال على مزيد تواضعه وبراءته
من جميع أنواع الكبر r . انتهى
و عن أبي صالح الغفاري : أن
عمر بن الخطاب كان يتعهد
عجوزا كبيرة عمياء في بعض
حواشي المدينة من الليل،
__________________________________________________ ___
(1) رواه البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الأدب باب الكبر .
فيسقي لها ويقوم بأمرها فكان
إذا جاءها وجد غيره قد سبقه
إليها فأصلح ما أرادت ، فجاءها
غير مرة كيلا يسبق إليها ،
فرصده عمر ، فإذا هو بأبي بكر
الذي يأتيها – وهو يومئذ خليفة
– فقال : أنت هو لعَمري y (1
) .
وعن عمرو بن ميمون t قال:
رأيت عمر بن الخطاب ( t) قبل
أن يصاب بأيام بالمدينة ووقف
على حذيفة بن اليمان وعثمان
بن حنيف قال : كيف فعلتما ؟
أتخافان أن تكونا حملتما الأرض
مالا تطيق ؟ قالا حملناها أمرا هي
لـه مطيقة ما فيها كبير فضل ،
قال : أنظرا ، أن تكونا حملتما
الأرض مالا تطيق قالا: لا ، فقال
عمر : لئن سلمني الله لأدعن
أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى
رجل بعدى أبدا ، ،، وساق
الحديث (2) .
__________________________________________________ ___
(1) رواه السيوطي رحمه الله
تعالى في تاريخ الخلفاء في
خلافة أبي بكر الصديق y فصل
في نبذه من حلمه وتواضعه .
(2) رواه البخاري رحمه الله
تعالي في كتاب فضائل الصحابة
باب قصة البيعة والاتفاق على
عثمان بن عفان y وفيه مقتل
عمر بن الخطاب y .
( كتاب الرفق بالنسوة أعاذنا الله
من القسوة ) .