قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في تعريف القدر .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى ورفعه :
والقدر بفتح القاف والمهملة قال الله تعالى إنا كل شيء خلقناه بقدر قال الراغب القدر بوضعه يدل على القدرة وعلى المقدور الكائن بالعلم ويتضمن الإرادة عقلا والقول نقلا و حاصله وجود شيء في وقت وعلى حال بوفق العلم والإرادة والقول وقدر الله الشيء بالتشديد قضاه ويجوز بالتخفيف وقال ابن القطاع قدر الله الشيء جعله بقدر والرزق صنعه وعلى الشيء ملكه ومضى في باب التعوذ من جهد البلاء في كتاب الدعوات ما قال بن بطال في التفرقة بين القضاء والقدر وقال الكرماني المراد بالقدر حكم الله وقالوا أي العلماء القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله وقال أبو المظفر بن السمعاني سبيل معرفة هذا الباب التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس والعقل فمن عدل عن التوقيف فيه ضل وتاه في بحار الحيرة ولم يبلغ شفاء العين ولا ما يطمئن به القلب
لأن القدر سر من أسرار الله تعالى اختص العليم الخبير به وضرب دونه الأستار وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم لما علمه من الحكمة فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب وقيل إن سر القدر ينكشف لهم إذا دخلوا الجنة ولا ينكشف لهم قبل دخولها انتهى وقد اخرج الطبراني بسند حسن من حديث بن مسعود رفعه إذا ذكر القدر فامسكوا واخرج مسلم من طريق طاووس أدركت ناسا من أصحاب رسول الله r يقولون كل شيء بقدر وسمعت عبد الله بن عمر يقول : قال رسول الله r : كل شيء بقدر حتى العجز والكيس قلت والكيس بفتح الكاف ضد العجز ومعناه الحذق في الأمور ويتناول أمور الدنيا والآخرة ومعناه أن كل شيء لا يقع في الوجود إلا وقد سبق به علم الله ومشيئته و إنما جعلهما في الحديث غاية لذلك للإشارة إلى أن أفعالنا وان كانت معلومة لنا ومرادة منا فلا تقع مع ذلك منا إلا بمشيئة الله وهذا الذي ذكره طاووس مرفوعا وموقوفا مطابق لقوله تعالى { إنا كل شيء خلقناه بقدر } فإن هذه الآية نص في إن الله خالق كل شيء ومقدره
وهو أنص من قوله تعالى خالق كل شيء وقوله تعالى والله خلقكم وما تعملون واشتهر على ألسنة السلف والخلف أن هذه الآية نزلت في القدرية واخرج مسلم من حديث أبي هريرة جاء مشركو قريش يخاصمون النبي r في القدر فنزلت وقد تقدم في الكلام على سؤال جبريل في كتاب الإيمان شيء من هذا وأن الإيمان بالقدر من أركان الإيمان وذكر هناك بيان مقالة القدرية بما أغنى عن أعادته ومذهب السلف قاطبة إن الأمور كلها بتقدير الله تعالى كما قال تعالى : { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم } .
( فتح الباري ج : 11 ص : 477).
كتاب :
تذكير من أمن بالقدر وترهيب من أمن وكفر