العودة   منتديات إخوان الرسول صلى الله عليه وسلم > كتب وبحوث الشيخ علي بن مصطفى بن علي المصطفى السلاموني > كتاب تذكير الذين بأعمالهم قد تطرفوا بما من أوامر الله ورسوله قد خالفوا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-2011, 07:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Admin
Administrator

الصورة الرمزية Admin

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


Admin غير متواجد حالياً


افتراضي توعدهم للمؤمنين والمعاهدين وهو فعل أبغض الخلق لرب العالمين.


قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :

المسألة الثانية
توعدهم للمؤمنين والمعاهدين وهو فعل أبغض الخلق لرب العالمين.
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي r قال : أبغض الناس إلى الله ثلاثة . ملحد في الحرم ، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه(1)
وعن أبي بكر t قال : قال رسول الله r :
من قتل معاهداً في غير كنهه حرم الله عليه الجنة (2).
وعنه t قال : قال رسول الله r " من قتل نفساً معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها " (3) .
_________________________________________
(1) رواه البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الديات باب من طلب دم امرئ بغير حق .
(2) رواه أبو داود رحمه الله تعالى في كتاب الجهاد باب في الوفاء للمعاهد وحرمه ذمته .
(3،2) رواهما النسائي رحمه الله تعالى في كتاب القسامة باب تحريم قتل المعاهد ( وذكرهما الألباني حفظه الله تعالى في صحيحهما ) وقال في صحيح الجامع وروى الحديث الأول الإمام أحمد والحاكم وروى الحديث الثاني الأمام أحمد ( رحمهم الله تعالى جميعا ) .

وقال الحافظ رحمه الله تعالى : في شرحه لحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قوله ( أبغض ) هو أفعل من البغض ، وهو شاذ ومثله أعدم من العدم إذا إفتقر ، قال وإنما يقال أفعل من كذا للمفاضلة في الفعل الثلاثي ، قال المهلب وغيره : المراد بهؤلاء الثلاثة أنهم أبغض أهل المعاصي إلى الله ، فهو كقوله ( أكبر الكبائر ) وإلا فالشرك أبغض إلى الله من جميع المعاصي . قوله ( ملحد في الحرم ) أصل الملحد هو المائل عن الحق والإلحاد العدول عن القصد ، واستشكل بأن مرتكب الصغيرة مائل عن الحق ، والجواب إن هذه الصيغة في العرف مستعملة للخارج عن الدين فإذا وصف به من ارتكب معصية كان في ذلك إشارة إلى عظمها ، وقيل إيراده بالجملة الإسمية مشعر بثبوت الصفة ثم التنكير للتعظيم فيكون ذلك إشارة إلى عظم الذنب ، وقد تقدم قريباً في عد الكبائر مستحل البيت الحرام ، وأخرج الثوري في تفسيره عن السدي عن مرة عن ابن مسعود قال : " ما من رجل يهم بسيئة فتكتب عليه ، إلا رجلا لوهم بعدن أبين أن يقتل رجلا بالبيت الحرام إلا أذاقه الله عذاب أليم " وهذا سند صحيح ، وقد ذكر شعبة أن السدي رفعه لهم ، وكان شعبة يرويه عنه موقوفا أخرجه أحمد عن يزيد بن هارون عن شعبة ، وأخرجه الطبري من طريق أسباط بن نصر عن السدي موقوفا ، وظاهر سياق الحديث أن فعل الصغيرة في الحرم أشد من فعل الكبيرة في غيره ، وهو مشكل فيتعين أن المراد بالا لحاد فعل الكبيرة ، وقد يؤخذ ذلك من سياق الآية فإن الإتيان بالجملة الأسمية في قوله (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) الآية يفيد ثبوت الإلحاد ودوامه ، والتنوين للتعظيم أي يكون إلحاد عظيما والله أعلم. قوله (ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية) أي يكون له حق عند شخص فيطلبه من غيره ممن لا يكون له فيه مشاركة كوالده أو ولده أو قربيه ، وقيل المراد من يريد بقاء سيرة الجاهلية أو إشاعتها أو تنفيذها . وسنة الجاهلية اسم جنس يعم جميع ما كان أهل الجاهلية يعتمدونه من أخذ الجار بجاره والحليف بحليفه ونحو ذلك ، ويلتحق بذلك ما كانوا يعتقدونه والمراد منه ما جاء الإسلام بتركه كالطيرة والكهانة وغير ذلك ، وقد أخرج الطبري والدارقني من حديث أبي شريح رفعه (إن أعتي الناس على الله من قتل غير قاتله ، أو طلب بدم الجاهلية في الإسلام) فيمكن أن يفسر به سنة الجاهلية في هذا الحديث.
قوله (ومطلب) بالتشديد مفتعل من الطلب فأبدلت التاء طاء وأدغمت ، والمراد من يبالغ في الطلب وقال الكرماني : المعنى المتكلف للطلب ، والمراد الطلب المترتب عليه المطلوب لا مجرد الطلب ، أو ذكر الطلب ليلزم الزجر في الفعل بطريق الأولى . زقوله (بغير حق) إحتراز عمن يقع له مثل ذلك لكن بحق كطلب القصاص مثلا . وقوله (ليهريق) بفتح الهاء ويجوز إسكانها وقد تمسك به من قال أن العزم المصمم يؤاخذ به ، وتقدم البحث في ذلك في الكلام على حديث (ومن هم بحسنة) في كتاب الرقائق .

(تنبيه) وقفت لهذا الحديث على سبب فقرأت في ( كتاب مكة لعمر بن شيبة ) من طريق عمرو بن دينار عن الزهري عن عطاء بن يزيد قال : قتل رجل بالمزدلفة يعني في غزوة الفتح ، وذكر القصة وفيها أن النبي r قال : ( وما أعلم أحدا أعتي على الله من ثلاثة رجل قتل في الحرم أو قتل غير قاتله أو قتل بذحل الجاهلية ) ومن طريق مسعر عن عمرو بن مرة عن الزهري ولفظه ( إن أجرأ الناس على الله ) فذكر نحوه وقال فيه ( وطلب بذحول الجاهلية ) . إنتهى ما قاله ونقله عن أهل العلم رحمهم الله تعالى جميعاً .
من رسالة :
( تذكير الذين بأعمالهم قد تطرفوا بما من أوامر الله والرسول قد خالفوا )







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أخوان الرسول
Designed by : Elostora.com