قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
الفصل العاشر :
ذكر ما جاء أن التشيع والتحزب والتفريق
بين المسلمين من الإفساد للأرض والدين.
قال الله سبحانه وتعالى :
)تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِين ِ(2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون َ(3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِين َ(4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِين َ(5) ( القصص.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره:
قوله : { تلك} أي هذه{ آيات الكتاب المبين} أي الواضح الجلي الكاشف عن حقائق الأمور وعلم ما قد كان وما هو كائن وقوله { نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق } الآية كما قال تعالى { نحن نقص عليك أحسن القصص } أي نذكر لك الأمر على ما كان عليه كأنك تشاهد وكأنك حاضر ثم قال تعالى { إن فرعون علا في الأرض } أي تكبر وتجبر وطغى { و جعل أهلها شيعا } أي أصنافا قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته وقوله تعالى { يستضعف طائفة منهم } يعني بني إسرائيل وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانه هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبار العنيد يستعملهم في أخس الأعمال ويكدهم ليلا ونهارا في أشغاله وأشغال رعيته ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحي نساءهم إهانة لهم واحتقارا وخوفا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته من أن يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه وكانت القبط قد تلقوا هذا من بنى إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل عليه السلام حين ورد الديار المصرية وجرى له مع جبارها .
من كتاب :
فضل الجماعة أهل الشورى البررة وذم أهل الأحزاب والفرق والملل الفجرة
تأليف علي بن مصطفى بن علي السلاموني
عفا الله تعالى عنه وعن والديه والمسلمين أجمعين