========= المقدمة ========
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وإخوانه من بعده.
ما أردت في كتابي هذا إلا ترهيب المسلمين من اتباع الدعاة على أبواب جهنم الذين حذرنا منهم نبينا صلى الله عليه وسلم من الملحدين في القنوات أوالإذاعات أو غيرها من وسائل الإعلام غير الشرعية وبينت أحكامهم في الدين وما يريدون هؤلاء إلا الإفساد والانحلال والردة والكفر و الإلحاد, لعلهم ينتهوا .
فقد كثر أصحاب الأهواء أعداء العقيدة والتوحيد من علمانيين وملحدين ومشركين ووثنيين وغيرهم , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : لا تقوم الساعةحتى تلحق قبائل من العرب بالمشركين.
قلت : ومن يلحق بالمشركين أصناف فمنهم من لحق بالمشركين في ديارهم , ومنهم من رضي بدينهم ودعا إليه وكان بديار التوحيد أو بين الموحدين في غير ديار التوحيد , فمنهم مثلا من يرتد عن دين الإسلام الذي أكمله وارتضاه الله تعالى لخلقه بأكماله ويرضى بدين محرف ومبدل كاليهودية أو النصرانية أوغيرها مما يسمونه بالاشتراكية أو الليبرالية لما يرون فيها من المباحات والحريات, ومنهم من يؤمن ببعض الدين الإسلامي ويكفرببعض كما سار إليه حال أهل الكتاب السابقين وينسب نفسه إلى الدين الإسلامي كما أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم القائل : لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبروذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه , وهذا ليس بغريب فقد ارتد جل الأعراب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحاديث في ذلك كثيرة صحيحة بما فعلوه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر عنهم رسول الله بمدح أو ذم وذلك باق فيهم إلى يوم القيامة . فمنهم كفر بالدين كله ومنهم من كفر ببعض الدين كما هو معروف وذكره أهل العلم رحمهم الله تعالى في كتبهم , وحاربهم الخليفةالراشد أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه حتى رجعوا إلى دين الله تعالى . فرحم الله تعالى أهل العلم سلف هذه الأمة والذين كانت لا تؤاخذهم في دينالله تعالى لومة لائم حتى إن بعضهم كان يهجر أخاه قائلا له لا أكلمك أبدا لتركه العمل بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ومنهم من يتبرأ من غيره ومنهم من يتوعد غيره , ومنهم من كان يرى أن يستتاب غيره من أهل العلم لرده حديثا واحدا صحيحا , ومنهم من يرمي نفسه بالكفر, كما سنبين ذلك إن شاء الله تعالى بمنه وفضله وإحسانه وجوده وسخاءه وإكرامه وهدايته إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جديرولا ملجأ إلا إليه ولا منجى إلا به و لا يستعاذ منه إلا به ولا يستغاث و لا يستعان إلا به.
فنقول لكل من طعن في شيء من الدين هل وجدتم شيئا مما دعا إليه أهل التوحيد يوجد خلافه في دين رب العالمين من الوحيين من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فأخبرونا به إن كنتم صادقين وما أصدق ابن عباس حين رد على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعا عندما سأله أنت على ملة علي ؟ قال: ولا على ملة عثمان , أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فنقول لكل أصحاب الأهواء نحن لسنا على ملة أي أحد من أهل العلم كبير أو صغير فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا نبينا صلى الله عليه وسلم , ونحن لسنا على ملة أبي بكر ولا عمر و لا عثمان و لا علي و لا على ملة غيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم جميعا لا على ملة غيرهم من القرون الثلاثة المفضلة فلسنا على ملة الشافعي ولا أحمد ابن حنبل ولا أبي حنيفة و لا مالك ولسنا على ملة من بعدهم ابن تيمية و لامحمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى جميعا , بل كل هؤلاء ومن كان على دربهم من أهل العلم المتبعين لأوامر ونواهي رب العالمين وسنن خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم يبرؤون إلى الله تعالى من كل ما قالوه وأفتوا به ودعوا إليه و خالف دينه الذي شرعه للمسلمين و يتبرؤون من كل من اتبعهم فيه كما سنبين ذلك عن بعضهم من أقوالهم المأثورة عنهم رحمهم الله تعالى جميعا.