قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
الفصل الأول :
من هم البررة ؟
قال ابن الأثير رحمه الله تعالى :
برر في أسماء الله تعالى البَرُّ هو العَطوف على عباده ببِرّه ولطفه . والبَرُّ والبارّ بمعنى , وإنما جاء في أسماء الله تعالى البَرُّ دُون البارّ . والبِرُّ بالكسر : الإحسان . ومنه الحديث في برّ الوالدَين , وهو في حقهما وحق والأقربين من الأهل ضدّ العُقُوق , وهو الإساءة إليهم والتَّضْييع لحقّهم . يقال بَرَّ يَبَرُّ فهو بارُّ , وجمعه بَرَرَة , وجمع البَرّ أبرار, وهو كثيرا ما يُخَص بالأولياء والزهاد والعبَّادْ ومنه الحديث تمسَّحوا بالأرض فإنها بكم بَرّة أي مُشْفقة عليكم كالوالدة البَرّة بأولادها , يعنى أن منها خلْقكم , وفيها مَعاشكُم, وإليها بَعْد الموت كِفاَتكم . ومنه الحديث الأئمة من قريش , أبْرارْها , وفُجَّارُها أمَراء فُجَّارِها , هذا على جهة الإخبار عنهم لا عَلى طريق الحُكم ُفيهم , أي إذا صَلُح الناس وبرَُّوا وَلَيهُم الأخيار, وإذا فسدوا وفجروا وليهم الأشرار . وهو كحديثه الأخر كما تكونون يُوَلَّى عليكم . وفي حديث حكيم بن حزام أرأيتَ أمورا كنتُ أتبرر بهاَ أي أطلب بها البِرَّ والإحسان إلى الناس والتقرّب إلى الله تعالى. وفي حديث الاعتكاف البِرَّ يُرِدِنَ أي الطاعةَ والعبادة ومنه الحديث ليس من البِر الصيامُ في السفر. وفي كتاب قريش والأنصار وأن البِرّ دُون الإثم أن الوفاء بما جعل علىنفسه دون الغَدْر والنكث. وفيه الماهر بالقرآن مع السَّفَرة الكِرام البرَرَة أي مع الملائكة.
( هـ س ) وفيه الحج المَبْرور ليس له ثواب إلا الجنةهو الذي لا يخالطه شيء من المآثِم , وقيل هو المقبول المقاَبَلُ بالبِرّ وهو الثوابْ يقال بَرَّ حَجُّه , وبُرَّ حَجُّه وبُرَّ حجُّه وبَرَّ الله حجَّه , وأبَرَّه بِرَّا بالكسر وإبْراراً.
(هـ ) ومنه الحديث بَرّ الله قَسمَه وأبرَّه أي صدَّقه.
( س) ومنه حديث أبيبكر t لم يخرج من إلٍّ ولا بِرٍّ أي صِدْق. ومنه الحديث أمِرنا بسبع منها إبْرَارُ المُقْسِم . (س) وفيه أن رجلا أتى النبي r فقال : إنّ ناضِحَ آلِ فلان قد أبَرَّ عليهم أي اسْتَصعَب وَغَلبهم , من قولهم ابرَّ فلانُ على أصحابه أي عَلاهُم . وفي حديث زمزم أتاه آتٍ فقال احْفِر بَرَّة سماها بَرَّة لكثرة منافعها وسَعَة مائها . وفيه أنه غَيَّر اسْم امرأة كانت تُسَمَّى بَرةَ' فسماها زينب وقال : تُزكّى نفسَها . كأنه كَرِه لها ذلك.
(س) وفي حديث سَلمانَ من أصلح جَوَّانِيةَّ أصلح الله بَرَّانِيةَّ أراد بالبرَّاني العَلانِيةَ والألف والنون من زيادات التَّسَب كما قالوا في صَنْعاء صَنْعانِيّ . وأصله قولهم خرج فلان بَرَّا أي خرج إلى البَرّ والصَّحراء . وليس من قديم الكلام وفَصيحه. وفي حديث طَهْفة ونَسْتَعْضد البَرِير أي نَجْنيه للأكل والبَرِير ثَمَر الأراك إذا أسْودّ وبلغ . وقيل هو اسم له في كل حالَ .
( س) ومنه الحديث الآخر مالنا طعام إلا البَرِير .
( النهاية في غريب الحديث والأثر ) .
من رسالة :
فضل الجماعة أهل الشورى البررة وذم أهل الأحزاب والفرق والملل الفجرة
تأليف علي بن مصطفى بن علي السلاموني
عفا الله تعالى عنه وعن والديه والمسلمين أجمعين