الإهــــــــــــــــــــداء :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وإخوانه المتبعين له من بعده وبعد : فإن الدنيا والآخرة لن ينالهما أحد إلا باتباع المنهج الذي وصانا الله U ورسوله r به للفوز بهما دون إحداث أمر في الدين لنيلهما ، ومن أحدث شيئا في الدين ظنا منه وحرصا على نيلهما ، فلم يؤمن بالقدر حق الإيمان الذي يجب الإيمان به على المؤمنين المتقين المخلصين المتبعين جميعا ، فقد قال رسول الله r : نفث في روعي الروح الأمين أنه لن تموت نفس دون رزقها وأجلها ( البزار وابن أبي شيبة ) ، وقال r : وإن الرزق ليطلب أحدكم كما يطلبه أجله ( ابن حبان) ، والآخرة لا تنال إلا بالزهد في الدنيا وهما لا يجتمعان ، قال تعالى : } منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة { ( آل عمران 152) ، وقال تعالى : } تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين { (القصص 83) ، وما زال أصحاب الأهواء يقلدون الدول الكافرة حرصا منهم على العلو ولو بمخالفة أوامر ونواهي الدين الإسلامي الحنيف ، فإذا حدث هذا من عوام المسلمين ، وجب على أهل الدين نصحهم وأمرهم ونهيهم حفاظا على دول المسلمين من التحزب والاختلاف والفرقة وإن كان هذا واقع لا محالة فيه ، وتبليغ أمرهم لولي الأمر لأن الشارع الحكيم أمر بالأخذ على أيديهم ولو بالقتل إطفاءً للفتن ، قال رسول الله r : من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد وأراد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه بالسيف كائنا من كان ( مسلم ) ، ومن ظن أن إقامة الأحزاب في الدول الإسلامية هو الطريق لتغيير النظام لإقامة الحدود وتطبيق الشريعة فلم يحسن الطريق ولم يهدى إلى الصواب ، ولكن هذا طريق من لا علم له بالدين والأدلة على ذلك كثيرة ، فمنها قول النبي r : لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة أولها الحكم وأخرها الصلاة ( الحاكم وابن حبان ) .
المؤلف