قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
المسألة الأولى : ذكر ما جاء في أن الصيام قد لا يمنع بعض الرجال من إتيان النساء ؛ وإقرار النبي
صلى الله عليه وسـلم على ذلك .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
فَإِنْ قِيلَ لِمَ لَمْ يُؤْمَرْ أَبُو هُرَيْرَةَ بِالصِّيَامِ لِكَسْرِ شَهْوَتِهِ كَمَا أُمِرَ غَيْرُهُ فَالْجَوَابُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ الْغَالِبُ
مِنْ حَالِهِ مُلَازَمَةَ الصِّيَامِ لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ .
(فتح الباري شرح صحيح الإمام البخاري لابن حجر العسقلاني ) .
قلت : ( سوف يأتي كلامه في شرح الحديث إن شاء الله تعالى ) .
وقال الإمام أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْبَيَاضِيِّ رضي الله تعالى عنه قَالَ : كُنْتُ امْرَأً أُصِيبُ مِنْ النِّسَاءِ مَا لَا يُصِيبُ غَيْرِي قَالَ
فَلَمَّا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ خِفْتُ فَتَظَاهَرْتُ مِنْ امْرَأَتِي فِي الشَّهْرِ قَالَ فَبَيْنَمَا هِيَ تَخْدُمُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ تَكَشَّفَ
لِي مِنْهَا شَيْءٌ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ وَقَعْتُ عَلَيْهَا فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ حَرِّرْ رَقَبَةً
قَالَ قُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَمْلِكُ رَقَبَةً غَيْرَ رَقَبَتِي قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ فَقُلْتُ وَهَلْ أَصَابَنِي الَّذِي
أَصَابَنِي إِلَّا مِنْ الصِّيَامِ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا .
وقال الإمام ابن حبان التميمي رحمه الله تعالى :حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، ح
وقال الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء المعنى
قالا حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحق عن محمد بن عمرو بن عطاء قال ابن العلاء ابن علقمة بن
عياش عن سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر ، ح
وقال الإمام آدم بن أبى إياس : عبد الرحمن ويقال : ناهية بن محمد بن شعيب الخراسانى المروذى أبو
الحسن العسقلانى ، مولى بنى تيم أو تميم ( المتوفى : 221هـ ) رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبْرَكِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، ح
( [ مسند الإمام أحمد ] ، سنن الإمام الدارمي ، سنن الإمام أبي داود السجستاني ، جزء الإمام آدم بن
أبي إياس ) .
وقال الحافظ الألباني رحمه الله تعالى : حسن .
( صحيح وضعيف سنن الإمام أبي داود للحافظ الألباني ) .
وقال الإمام ابن خزيمة رجمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالُوا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله تعالى عنه قال : كنت
امرأ قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري ، فلما دخل رمضان تظاهرت من امرأتي مخافة أن
أصيب منها شيئا في بعض الليل ، فأتتابع في ذلك ، فلا أستطيع أن أنزع حتى يدركني الصبح ، فبينا هي
ذات ليلة تخدمني إذ تكشف لي منها شيء فوثبت عليها ، فلما أصبحت غدوت على قومي ، فأخبرتهم
خبري ، فقلت : انطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلـم ، فلأخبره قالوا : لا والله لا نذهب معك
نخاف أن ينزل فينا قرآن أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلـم ، مقالة يبقى علينا عارها ،
فاذهب أنت واصنع ما بدا لك ، فأتيت رسول الله صلى الله عـليه وسلم ، فأخبرته خبري قال : أنت بذاك ؟
قال : أنا بذاك ، وها أنا ذا فامض في حكم الله فإني صابر محتسب قال : أعتق رقبة ، فضربت صفحة
رقبتي بيدي ، فقلت : والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها قال : صم شهرين متتابعين قال : قلت
: يا رسول الله ، وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام ؟ قال : أطعم ستين مسكينا ، قلت : يا رسول الله
، والذي بعثك بالحق ، لقد بتنا ليلتنا هذه حشاء ما نجد عشاء قال : فانطلق إلى صاحب الصدقة صدقة
بني زريق ، فمره فليدفعها إليك فأطعم منها وسقا وستين مسكينا ، واستعن بسائرها على عيالك فأتيت
قومي ، فقلت : وجدت عندكم الضيق . قال أبو بكر : لم أفهم عن الدورقي ما بعدها وقال الآخرون :
وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسـلم السعة والبركة قد أمر
لي بصدقتكم فادفعوها إلي قال : فدفعوها إلي . وقال بعضهم : حساء .
( [ صحيح ابن خزيمة ] ، المنتقى للإمام ابن الجارود ، مسند الإمام أحمد ، سنن الإمام الترمذي ،
المستدرك للإمام الحاكم ، السنن الكبرى للإمام البيهقي )
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى :
صححه ابن خزيمة و ابن الجارود . ( بلوغ المرام من أدلة الأحكام ) .
وقال الحافظ الألباني رحمه الله تعالى :
وبالجملة فالحديث بطرقه وشاهده صحيح . والله أعلم .
( حديث رقم 2091 إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل للحافظ الألباني) .