قال المؤلف عفا الله تعالى :
المسألة السابعة : ذكر ما جاء في استغناء الرجال بالرجال والنساء بالنساء . ولما . وأليس الرخصة
بالمتعة للمضطر أولى وأرحم من ذلك .
قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى :
أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي ببغداد ، ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ، ثنا محمد بن
غالب بن حرب ، ثنا عمرو بن الحصين النميري ، ثنا الفضل بن عميرة ، ثنا ثابت ، عن أنس رضي الله
تعالى عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إذا استعملت أمتي خمسا فعليهم الدمار ، إذا
ظهر فيهم التلاعن ، ولبس الحرير ، واتخذوا القينات ، وشربوا الخمور ، واكتفى الرجال بالرجال ،
والنساء بالنساء » ؛ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو علي حامد بن محمد الهروي ، ثنا منجاب
بن علي الحافظ ، عليه ، ثنا أحمد بن نصر البورجاني الشهيد ، ثنا عمر بن حفص بن غياث ، ثنا
الفضيل بن عميرة ، عن ثابت ، فذكره بإسناده مثله ، غير أنه قال : « فعليهم الدمار » .
وقال رحمه الله تعالى :
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، أنا أبو بكر محمد بن المؤمل ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني ، ثنا
عبد الله بن محمد النفيلي ، ثنا عباد ، عن عروة بن رويم ، عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : قال
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إذا استحلت أمتي خمسا فعليهم الدمار ، إذا ظهر التلاعن ، وشربوا
الخمور ، ولبسوا الحرير ، واتخذوا القيان ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء » .
قال الإمام البيهقي : إسناده وإسناد ما قبله غير قوي ، غير أنه إذا ضم بعضه إلى بعض أخذ قوة ، والله
أعلم .
( [ شعب الإيمان للبيهقي ] ، المعجم الأوسط للطبراني ، مسند الشاميين للطبراني ).
وقال الحافظ الألباني رحمه الله تعالى :
(حسن لغيره )
( حديث 2054صحيح الترغيب والترهيب ) .
وقال الإمام الحاكم رحمه الله تعالى :
حدثني علي بن حمشاذ العدل ، ثنا محمد بن المغيرة الهمداني ، ثنا القاسم بن الحكم العرني ، ثنا
سليمان بن أبي سليمان ، ثنا يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه
، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال : « والذي بعثني بالحق ، لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم
الخسف والمسخ والقذف » قالوا : ومتى ذلك يا نبي الله بأبي أنت وأمي ؟ قال : « إذا رأيت النساء قد
ركبن السروج ، وكثرت القينات ، وشهد شهادات الزور ، وشرب المسلمون في آنية أهل الشرك الذهب
والفضة ، واستغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء فاستدفروا واستعدوا » وقال : هكذا بيده وستر
وجهه .
( [ المستدرك للإمام الحاكم ] ، المعجم الأوسط والكبير للإمام الطبراني ) .
وقال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى :
أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي ، حدثنا أبو بكر محمد بن حبيب ، حدثنا أبو بكر يحيى بن
أبي طالب ، ح وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ، ببغداد إملاء
في شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
الراسبي ، حدثنا مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، قال : « كتب عمر
بن الخطاب رضي الله عنه إلى سعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية أن وجه نضلة بن معاوية الأنصاري
إلى حلوان العراق ، فليغر على ضواحيها ، قال : فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقلنا :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، من أنت يرحمك الله ؟ فقال : أنا ذريب بن برثملا وصي العبد الصالح
عيسى ابن مريم أسكنني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء فيقتل الخنزير ويكسر
الصليب ويتبرأ مما نحلته النصارى ، فأما إذ فاتني لقاء مـحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقرئوا عمر مني
السلام وقولوا له : يا عمر ، سدد وقارب ؛ فقد دنا الأمر ، واختبروه بهذه الخصال التي أخبركم بها ، يا
عمر ، إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محـمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فالهرب الهرب ، إذا استغنى الرجال
بالرجال ، والنساء بالنساء ، وانتسبوا في غير مناسبهم وانتموا بغير مواليهم ، ولم يرحم كبيرهم
صغيرهم ، ولم يوقر صغيرهم كبيرهم ، وترك الأمر بالمعروف فلم يؤمر به وترك النهي عن المنكر فلم
ينته عنه ، وتعلم عالمهم العلم ليجلب به الدراهم والدنانير ، وكان المطر قيظا والولد غيظا ، وطولوا
المنابر ، وفضضوا المصاحف ، وزخرفوا المساجد ، وأظهروا الرشا ، وشيدوا البناء ، واتبعوا الهوى ،
وباعوا الدين بالدنيا ، واستخفوا الدماء ، وتقطعت الأرحام ، وبيع الحكم ، وأكل الربا ، وصار التسلط
فخرا ، والغنى عزا ، وخرج الرجل من بيته فقام عليه من هو خير منه ، وركبت النساء السروج ، قال :
ثم غاب عنا وكتب بذلك نضلة إلى سعد ، فكتب سعد إلى عمر ، فكتب عمر : ائت أنت ومن معك من
المهاجرين والأنصار ، حتى تنزل هذا الجبل ، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ، فإن رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال : إن بعض أوصياء عيسى ابن مريم عليه السلام نزل ذلك الجبل بناحية العراق ، فنزل
سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار ، حتى نزل الجبل أربعين يوما ينادي بالأذان في كل وقت
صلاة .
قال أبو عبد الله الحافظ : كذا قال عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي عن مالك بن أنس ولم يتابع عليه
وإنما يعرف هذا الحديث لمالك بن الأزهر ، عن نافع ، وهو رجل مجهول لا يسمع بذكره في غير هذا
الحديث .
( [ دلائل النبوة للإمام البيهقي ] ، دلائل النبوة للإمام أبي نعيم الأصبهاني ) .