قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
المسألة التاسعة : ذكر ما جاء في حال بعض الرجال مع نساءهن ؛ وما يفعلن النساء وأليس لهذه
ومثلها من النساء إن كن صادقات حق الفراق من أزواجهن ؛ وزواجهن ممن يرغبن في النكاح الشرعي
منهن ؛ وأليس بقاءهن يخشى منهن فتنتهن للمسلمين وللمؤمنين وإتيان الفواحش ويتم خيانتهن مع
غيرهم ؛ وخير لهن من البقاء مع أزواجهن الذين قد يكونوا زهدوا فيهن أو غيرها من حقوقهن ؛ وأولى
لهن نكاح المتعة للمضطرات حفاظا عليهن .
وقال الإمام الشافعي المطلبي القرشي رحمه الله تعالى :
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهَم أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ: جَاءَتِ
امْرَأَةُ رِفَاعَةَ يَعْنِي الْقُرَظِيَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ
طَلَاقِي، فَتَزَوَّجْتُ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَإِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: « تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لَا، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ، وَتَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ » . وَأَبُو
بَكْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِالْبَابِ يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْذَنَ، فَنَادَى: يَا أَبَا
بَكْرٍ، أَلَا تَسْمَعُ مَا تَجْهَرُ بِهِ هَذِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وقال الإمام الحميدي القرشي رحمه الله تعالى : ثنا سُفْيَانُ قَالَ : ثنا الزُّهْرِيُّ ، ح
وقال الإمام أبو محـمد عبد الله بن وهب بن مسلم المصري الفهري القرشي بالولاء ، (125- 197 هـ)
رحمه الله تعالى : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، ح
وقال الإمام أبو داود الطيالسي رحمه الله تعالى : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، ح
ورواه الإمام أبو داود الطيالسي من طريق علي بن زيد رحمهما الله تعالى قال : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَمَّتِهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها .
وقال الإمام عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصنعاني رحمه الله تعالى : عَنْ مَعْمَرٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، ح
ورواه الإمام سعيد بن منصور رحمه الله تعالى مرسلا قال : نا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
رضي الله تعالى عنها .
وقال الإمام أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله تعالى : نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، ح
ورواه الإمام مسلمَ عن الإمام أبي بكر بن أبي شيبة رحمهما الله تعالى قال : حدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ ، وَاللَّفْظُ لِعَمْرٍو، قَالَا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، ح
ورواه الإمام مسلم من طريق الإمام ابن وهب رحمهما الله تعالى قال : حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ
يَحْيَى، وَاللَّفْظُ لِحَرْمَلَةَ، قَالَ أَبُو الطَّاهِرِ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ حَرْمَلَةُ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، ح
( [ مسند الإمام الشافعي ] مسند الإمام الحميدي ، الجامع للإمام عبد الله بن وهب ؛ مسند الإمام أبي
داود الطيالسي ؛ مصنف الإمام عبد الرزاق الصنعاني ، سنن الإمام سعيد بن منصور ، مصنف الإمام
ابن أبي شيبة ، صحيح الإمام مسلم ) .
وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ : أَنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ،
فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ القُرَظِيُّ، قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله تعالى عنها : وَعَلَيْهَا خِمَارٌ أَخْضَرُ،
فَشَكَتْ إِلَيْهَا وَأَرَتْهَا خُضْرَةً بِجِلْدِهَا، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنِّسَاءُ يَنْصُرُ بَعْضُهُنَّ
بَعْضًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا يَلْقَى المُؤْمِنَاتُ؟ لَجِلْدُهَا أَشَدُّ خُضْرَةً مِنْ ثَوْبِهَا. قَالَ: وَسَمِعَ أَنَّهَا قَدْ
أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لِي إِلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ، إِلَّا
أَنَّ مَا مَعَهُ لَيْسَ بِأَغْنَى عَنِّي مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهَا، فَقَالَ: كَذَبَتْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي
لَأَنْفُضُهَا نَفْضَ الأَدِيمِ، وَلَكِنَّهَا نَاشِزٌ، تُرِيدُ رِفَاعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنْ كَانَ ذَلِكِ
لَمْ تَحِلِّي لَهُ، أَوْ: لَمْ تَصْلُحِي لَهُ حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِكِ " قَالَ: وَأَبْصَرَ مَعَهُ ابْنَيْنِ لَهُ، فَقَالَ: « بَنُوكَ
هَؤُلاَءِ » قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « هَذَا الَّذِي تَزْعُمِينَ مَا تَزْعُمِينَ، فَوَاللَّهِ، لَهُمْ أَشْبَهُ بِهِ مِنَ الغُرَابِ بِالْغُرَابِ »
( صحيح الإمام البخاري ) .