قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
الفصل الثالث :
ذكر ما فعل أهل الكتاب السابقين وذمهم أو كفرهم بها رب العالمين .
المسألة الأولى :
في اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله U
وتعالى عما يفعله الكافرون .
قال الله سبحانه وتعالى:
) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَمَا أمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا
وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا
يُشْرِكُون َ( 31( (التوبة ) .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في
تفسيره :
قوله ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أربابا من دون الله والمسيح بن
مريم )
روى الإمام أحمد < 4/378 >
والترمذي < 2953 > وابن
جرير من طرق عن عدي بن
حاتم t أنه لما بلغته دعوة
رسول الله r فر إلى الشام وكان
قد تنصر في الجاهلية فأسرت
أخته وجماعة من قومه ثم من
رسول الله r على أخته وأعطاها
فرجعت إلى أخيها فرغبته في
الإسلام وفي القدوم على رسول
الله r فتقدم عدي إلى المدينة
وكان رئيسا في قومه طيئ وأبوه
حاتم الطائي المشهور بالكرم
فتحدث الناس بقدومه فدخل على
رسول اللهr وفي عنق عدي
صليب من فضة وهو يقرأ هذه
الآية :
( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أربابا من دون الله ) قال فقلت
إنهم لم يعبدوهم فقال بلى إنهم
حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم
الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم
إياهم وقال رسول الله r
ياعدي ما تقول أيفرك أن يقال
الله أكبر فهل تعلم شيئا أكبر من
الله ما يضرك أيضرك أن يقال
لاإله إلا الله فهل تعلم إلها غير
الله ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم
وشهد شهادة الحق قال فلقد
رأيت وجهه استبشر ثم قال إن
اليهود مغضوب عليهم
والنصارى ضالون وهكذا قال
حذيفة بن اليمان وعبد الله بن
عباس وغيرهما في تفسير
( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أربابا من دون الله ) إنهم اتبعوهم
فيما حللوا وحرموا وقال السدي
استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب
الله وراء ظهورهم ولهذا قال
تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا إلها
واحدا ) أي الذي إذا حرم الشيء
فهو الحرام وما حلله فهو الحلال
وما شرعه اتبع وماحكم به نفذ
( لاإله إلا هو سبحانه عما
يشركون ) أي تعالى وتقدس
وتنزه عن الشركاءوالنظراء
والأعوان والأضداد والأولاد لاإله
إلا هو ولا رب سواه .
كتاب :
ترهيب إخوان الرسول الأمين
من إتباع وأتباع إخوان أهل
الكتاب السابقين