قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
المسألة الرابعة عشر :
جزاء أهل السنة والاجتماع وحسرة أهل الفرقة والابتداع .
قال الله سبحانه وتعالى :
) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تكفُرُونَ(106)( ( آل عمران ) .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره :
قوله تعالى ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) يعني يوم القيامة حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة قاله ابن عباس رضي الله عنهما ( فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ) قال الحسن البصري وهم المنافقون ( فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) وهذا الوصف يعم كل كافر ( وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) يعني الجنة ماكثون فيها أبدا لا يبغون عنها حولا وقد قال أبو عيسى الترمذي عند تفسير هذه الآية < 3000 > حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن الربيع بن صبيح وحماد بن سلمة عن أبي غالب قال رأى أبو أمامة روؤسا منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء خير قتلى من قتلوه ثم قرأ ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) إلى آخر الآية قلت لأبي أمامة أنت سمعته من رسول الله r قال لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه ثم قال هذا حديث حسن وقد رواه ابن ماجة < 176 > من حديث سفيان بن عيينة عن أبي غالب وأخرجه أحمد في مسنده < 5/352 > عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي غالب بنحوه وقد روى ابن مردوية عند تفسير هذه الآية عن أبي ذر حديثا مطولا غريبا عجيبا جدا .
كتاب :
تذكير المؤمنين وترهيب الإخوان بأوامر الله ونبي الإنس والجان