وبعد فإن الله U حفظ لهذه الأمة
دينها الذي هو عصمة أمرها في
كل زمان ومكان فهو U مقدر
الأشياء التي لم تقع بعد وشرع
لها ما فيه إصلاحها واستقامتها
والنجاة من الفتن صغيرها
وكبيرها ورسول اللهr قال :
تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن
تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي (1
).
وقال تعالى :
} الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ
دِينًا (3) ً{ المائدة .
__________________________________________________ ___
(1) رواه الحاكم من حديث ابن عباس وأبي هريرة y كتاب العلم 1/ 93 وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني : الصحيحة 4 / 361، رحمهم الله تعالي جميعا.
وقال أهل العلم رحمهم الله تعالى:
لن يصلح أخر هذه الأمة إلا بما
صلح به أولها. واعلموا رحمنا
الله U جميعا أن الله سبحانه
وتعالى بعد أن قبض روح نبيه
سيد الأولين والآخرين محمد r
تفرق أصحابه y في جميع
أنحاء الأرض في الفتوحات
الإسلامية الكبيرة وأنهم ما حمل
أحد منهم حديث وعلم رسول الله
r وهذا لا خلاف فيه وعُلمَ أن
بعضهم كان يسافر الشهور
ليتحقق من حديث لرسول الله r
، وجاء وقت احتاج المسلمون
لمن يرشدهم ويفتيهم ويعلمهم
فجزى الله تعالى علماء المسلمين
العاملين الحريصين على تبليغ
دين رب العالمين لهداية الناس
أجمعين في ديارهم البعيدة وإن
كان قد وقع منهم أقوالاً تخالف ما
جاء به رسول الله r فهو الذي
لا ينطق عن الهوى ، وقال بعض
أهل العلم : كل يؤخذ من قولـه
ويرد إلا صاحب هذا القبر. يقصد
النبي r فإن غيره غير
معصومين ولكنهم مأجورون
ولكن أتباعهم والعلماء بعدهم
الذين تبين لهم مخالفة أقوالهم
لهدى النبي r هم الآثمون قال
الله تعالى :{ وما كان لمؤمن ولا
مؤمنة إذا قضى الله ورسوله
أمرا أن يكون لهم الخيرة من
أمرهم ومن يعص الله ورسوله
فقد ضل ضلالاً مبينا } .
[ ا لأحزاب 36] .