العودة   منتديات إخوان الرسول صلى الله عليه وسلم > كتب المعهد العلمي > كتاب شرح ثلاثة أصول وفروع الدين من وحي رب العالمين وفتوى وأمر خاتم النبيين . . > كتاب شرح ثلاثة أصول وفروع الدين الأصل الثاني الإسلام . > الأصل الثاني الإسلام . كتاب الإسلام .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-18-2018, 08:18 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Admin
Administrator

الصورة الرمزية Admin

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


Admin غير متواجد حالياً


افتراضي ذكر ما جاء في شدة ظلم من يدعى إلى الإسلام ويفتري الكذب عليه بما ليس فيه .

قال المؤلف عفا الله تعالى عنه :
ذكر ما جاء في شدة ظلم من يدعى إلى الإسلام ويفتري الكذب عليه بما ليس فيه .
قال الله سبحانه وتعالى :
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }
سورة الصف .
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره :
القول في تأويل قوله تعالى :
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) } .
يقول تعالى ذكره : ومن أشدّ ظلمًا وعدوانًا ممن اختلق على الله الكذب ، وهو قول قائلهم للنبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : هو ساحر ولما جاء به سحر ، فكذلك افتراؤه على الله الكذب وهو يُدعي إلى الإسلام يقول : إذا دُعي إلى الدخول في الإسلام ، قال على الله الكذب ، وافترى عليه الباطل ( وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) يقول : والله لا يوفِّق القوم الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم به لإصابة الحقّ .
القول في تأويل قوله تعالى :
{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) } .
يقول تعالى ذكره : يـريد هؤلاء القائـلون لمحـمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : هذا سـاحر مبين ( لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) يقول : يريدون ليبطلوا الحق الذي بعث الله به محـمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بأفواههم يعني بقولهم إنه ساحر، وما جاء به سحر ،( وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) يقول : الله معلن الحقّ ، ومظهر دينه ، وناصر محمدًا عليه الصلاة والسلام على من عاداه ، فذلك إتمام نوره ، وعنى بالنور في هذا الموضع الإسلام .
وكان ابن زيد يقول : عُنِي به القرآن . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب، قال ، قال ابن زيد ، في قوله : ( لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) قال : نور القرآن .
واختلفت القرّاء في قراءة قوله تعالى : ( وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) فقرأته عامة قرّاء المدينةوالبصرة وبعض الكوفيين ( مُتِمٌ نُورهِ ) بالنصب . وقرأه بعض قرّاء مكة وعامة قرّاء الكوفة( مُتِمُّ ) بغير تنوين نوره خفضا وهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب عندنا .
وقوله : ( وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) يقول : والله مظهر دينه ، وناصر رسوله ، ولو كره الكافرون بالله .
القول في تأويل قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) } .
يقول تعالى ذكره : الله الذي أرسل رسوله محمدًا بالهدى ودين الحقّ ، يعني ببيان الحقّ ودين الحقّ يعني : وبدين الله ، وهو الإسلام .
وقوله : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) يقول : ليظهر دينه الحقّ الذي أرسل به رسوله على كلّ دين سواه ، وذلك عند نزول عيسى ابن مريم، وحين تصير الملة واحدة ، فلا يكون دين غير الإسلام .
كما حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أَبي المقدام ثابت بن هرمز ، عن أَبي هريرة ( رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ ) ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) قال : خروج عيسى ابن مريم ، وقد ذكرنا اختلاف المختلفين في معنى قوله : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) والصواب عندنا من القول في ذلك بعلله فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وقد حدثني عبد الحميد بن جعفر، قال: ثنا الأسود بن العلاء، عن أَبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة ( رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْها ) قالت: إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يقول : " لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهَارُ حَتى تُعْبَدَ اللاتُ وَالعُزَّى " ، فقالت عائشة : والله يا رسول الله إن كنت لأظنّ حين أنزل الله ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) ...الآية ، أن ذلك سيكون تامًا ، فقال : " إنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَيَتَوَّفَّى مَنْ كاَنَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مَنْ خَيْرٍ، فَيَبْقَى مَنْ لا خَيْرَ فِيهِ، فَيْرجِعُونَ إلَى دينَ آبَائِهِمْ ".
( تفسير الإمام الطبري رحمه الله تعالى ) .
كتاب : الأصل الثاني الإسلام .
من كتاب ثلاثة أصول وفروع الدين من وحي رب العالمين وفتوى وأمر خاتم النبيين صلى الله عليه وسلـم .







رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أخوان الرسول
Designed by : Elostora.com